من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الأول
19805 مشاهدة
أقل الماء الذي يحمل الخبث

7\8 قال الشيخ -أثابه الله- الحدث لا بد من النية في رفعه بخلاف الخبث.

* * * 8\12 قال الشيخ -أثابه الله- حديث: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث حديث مشهور، والجمهور على أنه صحيح، ولكن ابن القيم طعن فيه في تهذيب السنن، ليس طعنا في الإسناد، وإنما في الغرابة والشذوذ -في المتن- وعلل ذلك بأنه لم يروه عن عبد الله إلا ابنه عبيد الله ولم يروه عنه مولاه نافع ولا ابنه سالم ولا كثير من أصحابه المشهورين.
وانظر بقية البحث في تهذيب السنن.
* * * 9\12 قال في المتن: والكثير قلتان من قلال هجر

ثم قال في الشرح: لوروده في بعض ألفاظ الحديث.
قال -أثابه الله تعالى- وعلى قول من قال: إن زيادة: من قلال هجر ضعيفة؛ فقد ورد في صحيح البخاري ، في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في الإسراء، أنه قال: ورأيت سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر فدل على أنها هي المستعملة والمعروفة.