الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
طلب العلم وفضل العلماء
11959 مشاهدة
العلوم الواجب تعلمها

والمراد بالعلم النافع هنا هو العلم الديني، الذي هو علم الشريعة، وعلم الديانة، الذي يتبصر به المسلم كيفية ما يقوله وما يحتاج إليه، سواء كان من أمور دنياه من كسبه ومعاملاته وغير ذلك، أو فيما يتعلق بأخلاقه وآدابه، أو فيما يتعلق بقرباته وحسناته أو تعبداته، أو فيما يتعلق بمعتقده الذي يكون عليه، كل ذلك من العلم الذي يجب عليك أن تتعلمه وتتبصر فيه.
وأما قسم العبادات فعليك أن تتعلم كيف تعبد ربك، والكيفية التي إذا فعلتها خرجت من العهدة في العبادات، والقربات بلا شك حسنات يتقرب بها العبد إلى ربه فيتقرب مثلا بالطهارة الظاهرة، والطهارة الباطنة، وذلك يحتاج إلى تعلم كيفية تلك القربة، ويتقرب أيضا بالصلوات مثلا، والتقرب بها يحتاج إلى العلم، أي: معرفة كيف تكون الصلاة عبادة وكيف تتم، ويحتاج أن يتعلمها على التفصيل.
وكذلك ما يتعلق بالنفقات اللازمة للعبد يتعلم ذلك بالتفصيل، حتى تكون صدقاته ونفقاته مقربة له إلى الله تعالى، وكذا العبادات البدنية كالصوم والجهاد والحج والعمرة وتعليم الخير والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك يحتاج إلى التعلم والتفقه.
وأما ما يتعلق بالعقيدة فإنه يجب على الإنسان أن يتعلم ما يقوله بلسانه وما يعتقده بقلبه في ربه الذي معرفته غاية المعارف، والذي هو خالقه ومالكه.
وكذلك ما يقوله ويعتقده في أسماء الله وصفاته، وكذلك فيما هو مقبل عليه بعد موته، وكيفية إيمانه بالحشر والجزاء وتفاصيل ذلك، كل ذلك يحتاج إلى التعلم والتفقه فيه.
وكذلك يتعلم كيفية كسبه للمال الحلال، وشروط التكسب بالصناعة أو الحرفة أو التجارة أو ما أشبه ذلك، كل ذلك داخل في العلم النافع ولو كان من الأمور الدنيوية إذا قصد بذلك أن يعف نفسه وأن يستغني عن الخلق وأن يكسب كسبا حلالا وأن يقتات قوتا طيبا.
وإذا عرفنا أن هذه من العلوم النافعة فإن هناك أيضا علوم الحرف الدنيوية قد يحتاج إليها، ويكون تعلمها من فروض الكفاية، ولكن هذه -غالبا- يتعلمها من ليس عالما بالله ولا عالما بحقوق الله وحدوده، بل يتعلمها الذين همهم كسب المادة وتحصيل المال من أي وجه كان، فتعلمها بلا شك فيه منفعة وفائدة، كتعلم علوم الهندسة والبناء والحفر والغرس والخياطة والخرازة وما أشبه ذلك. فهذه من العلوم الدنيوية، وتعلمها فيه مصلحة للعباد.