شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق
39355 مشاهدة
قول الإمام الأكبر، وجوابه

ثم قال الكاتب: قال الإمام الأكبر محيي الدين ابن العربي -رضي الله عنه- من لم يأخذ الطريق عن الرجال فهو ينقل من محال إلى محال


نقول: لا عبرة بالقائل ولا بما قال، فإن ابن عربي هذا مشهور بأنه اتحادي يقول باتحاد الخالق والمخلوق، وهو أعظم الكفر وأشنعه، وقد صرح بذلك في كتابيه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) وغيرهما من مخالفة الرسل صريحا ومدح الكفار والمشركين، وتصويب ما هم عليه، وقد نقل عنه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (11\240) تعقبه للجنيد بن محمد -رحمه الله- في قوله: التوحيد إفراد الحدوث عن القدم، فأنكر عليه ابن عربي وقال في مخاطبته الخيالية الشيطانية: يا جنيد وهل يميز بين المحدث والقديم إلا من يكون غيرهما.
كذا قال لأن عقيدته أن وجود المحدث هو عين وجود القديم كما قال في فصوصه: ومن أسمائه الحسنى العلي على من؟ وما ثَمَّ إلا هو، وعن ماذا؟ وما هو إلا هو؛ فعلوه لنفسه وهو عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاته وليست إلا هو. إلى أن قال: هو عين ما بطن وهو عين ما ظهر وما ثَمَّ من يراه غيره، وما ثم من ينطق عنه سواه، وهو المسمى أبو سعيد الخراز وغير ذلك من الأسماء المحدثات، ثم ذكر أن التلمساني لما قرئ عليه الفصوص، فقيل له: القرآن يخالف فصوصكم، فقال: القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا.
فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا فلم كانت الزوجة حلالا والأخت حراما؟ فقال: الكل عندنا حلال ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا حرام، فقلنا حرام عليكم.
ونقل شيخ الإسلام في المجموع 2\121 عن صاحب الفصوص وهو ابن عربي المذكور قوله: إن آدم -عليه السلام- إنما سمي إنسانا لأنه للحق تعالى بمنزلة إنسان العين من العين، وهذا يقتضي أن آدم جزء من الحق تعالى وتقدس، وبعضا منه، وأنه أفضل أجزائه وأبعاضه، وهكذا قال في الفصوص: إن الحق المنزه هو الحق المشبه، فالأمر الخالق المخلوق والأمر المخلوق الخالق، كل ذلك من عين واحدة، لا بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة... إلخ.
وفي كلامه من أمثال هذا الكفر الصريح ما لا يحد ولا يوصف، وقد تعقبه شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 2\204-284 وغيره، فكيف يوصف مع ذلك بأنه الإمام الأكبر، وبأنه يحيي الدين، وقد انخدع بكلامه الجم الغفير، واعتقدوا أنه آجر الأولياء وأرقاهم منزلة وأرفعهم قدرا، وإنما تفطن له وعرف ما في كلامه من الكفر والضلال أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية الذي تحقق عقيدته، وعرف مواضع أخطائه أو تصريحاته في مؤلفاته، وناقشه في كل ذلك وبين تناقضه وتهافته في كلامه، وذلك في مواضع كثيرة من مجموع الفتاوى وغيره.
فأما قوله: من لم يأخذ الطريق من الرجال... إلخ. فمراده بالطريق مسلك الصوفية، وهو العبادات القلبية أو الأسرار الرمزية، كنوع من اللباس أو إشارات بينهم يتناقلونها ويتلقاها الصغير من الكبير بأسانيد كأسانيد الأحاديث والمؤلفات، فيقول أخذت الطريق عن فلان وأخذها هو عن فلان، حتى تتصل بأكابرهم كالجيلاني أو الحلاج ونحوهما، ولا يكتفون بما عليه المسلمون من تلقي الشريعة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة فالطريق عندهم مسلك مغاير لمسلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وأئمة المسلمين، وقد اشتهروا بتسميتهم أهل الطرق أو الطرقية.
ولا أستحضر شيئا عن تفاصيل طرقهم ورموزهم، ولكني أعتقد أنها خيالية لا يصح الركون إليها؛ لكونهم يؤثرونها على الشرع، ويستغنون بالعمل بها عما عليه أهل الإسلام، وقد أورد ابن القيم في إغاثة اللهفان قصيدة لامية لبعض العلماء في ذمهم، وبيان شيء من أحوالهم، ومنها قول ذلك الناظم -رحمه الله-
إن قلـت قــال الله قـال رسـوله همـزوك همـز المنكـر المتغـالي
أو قلـت قـال صحابــه من بعده فــالكل عنـدهم كشـبـه خيـال
ويقــول قلبـي قـال لي عن سره عـن سر سـري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي عـن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي عـن سـر ذاتي عن صفات فعالي
دعـوى إذا حققتهــا ألفيتهــا ألقــاب زور لفقــت بمحــالِ

فهذه حقائق الطرق التي يتبجحون بها هم ومريدوهم، أمثال هذا الكاتب الذي انتحل هذه المناهج المبتدعة، وتحامل على أهل التوحيد ورغب في وسائل الشرك في مذكرته هذه.