شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
37827 مشاهدة
من لم يؤمن بالإسلام ويتبع شريعته لم يكن من المؤمنين المتقين

[س 17]: يقول تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ هل هذا يعني أنه لا يشترط الدخول في الدين الإسلامي الذي نسخ الشرائع السابقة؟ أفتونا في ذلك.
الجواب: تدل هذه الآية الكريمة على أن كل من آمن بالله تعالى، وبما جاء عنه من الكتاب والشريعة واتقاه حق تقاته، وتوقى محارمه وأسباب سخطه؛ فإن الله تعالى يكفر عنه ما اقترف من السيئات، ولو وصلت إلى الشرك والكفر، فإن الإيمان الصحيح والتقوى التي تقتضي ترك المعاصي والبعد عن جميع الذنوب يحصل بها محو ما سبق من السيئات، والأهلية لدخول جنات النعيم.
ولا شك أن الإيمان يلزم منه الإيمان بهذه الشريعة، وبهذا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ .
والذي نسخ دينه جميع الشرائع واحتوى على كل ما يحتاج إليه البشر، فمن لم يؤمن به ويتبع شريعته لم يكن من المؤمنين المتقين، والله أعلم.