إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
42530 مشاهدة
تجلي الله تعالى للجبل وأدلته من القرآن


ثم ذكر أن الله تجلى للجبل فصار دكًا من جلاله، هكذا متى كان ذلك، لما كلم موسى وطلب موسى أن يرى ربه فقال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ فقال الله: لَنْ تَرَانِي أي لا تقدر على رؤيتي في الدنيا، وذلك لضعف بنية الإنسان لا يتحمل أن يثبت لرؤية الله، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ الجبل الشامخ جبل نظيم وهو جبل الطور وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ تجلى الله تعالى للجبل بدا له شئ من نور الله اندك الجبل يقول الله: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ يعني تجلت عظمته للجبل خر الجبل واندك وساخ في الأرض، جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا .