جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
152538 مشاهدة
أركان الحج


ولو اقتصر الحاج على: الأركان الأربعة، التي هي: الإحرام، والوقوف بعرفة، والطواف، والسعي.


أركان الحج وواجباته وسننه:
قوله: (ولو اقتصر الحاج على الأركان الأربعة، التي هي: الإحرام... إلخ): هذا تكميل لما في المناسك، وتوضيح لما مر في حديث جابر، أو إضافات وتكميلات.
والمناسك التي يفعلها الحاج أو المعتمر تنقسم إلى أركان وواجبات وسنن.
* فلا بد أن يأتي بالأركان، ولا يتم حجه أو عمرته إلا بها.
* وأما الواجبات فإذا تركها فإنها تجبر بدم.
. وأما السنن فلاشيء في تركها، لكن الإتيان بها والمحافظة عليها أكمل وأكثر ثوابا.
* أما أركان الحج فهي أربعة كما هو معروف:
1- الإحرام.
2- الوقوف بعرفة.
3- الطواف بالبيت الذي هو طواف الزيارة.
4- السعي بين الصفا والمروة.
وهذه عند الإمام أحمد كلها أركان، وعند غيره فيها خلاف.