اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
محاضرة في الدفاع المدني
2605 مشاهدة
تحقيق الأوصاف التي جاءت في القرآن عن المؤمنين

فأقول: إن علينا جميعًا أن نُحَقِّقَ الوصف الذي وصفنا الله –تعالى- به، وهو قوله: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ نَتَفَكَّرُ في أنفسنا: هل نحن صحيح أننا مؤمنون إيمانًا صحيحًا كاملًا؟ أو أن علينا نَقْصًا وخللًا في الإيمان؟
فالذين يتركون شيئًا من العبادات وهم يعلمون أنها عبادة كالصلاة، أو الإتيان إلى المساجد لصلاة الجماعة أو ما أشبه ذلك نقص إيمانهم، ضاعوا، ما صاروا من المؤمنين؛ لأن الله –تعالى- مدح المؤمنين المفلحين، تقرءون قول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ماذا ذَكَرَ عنهم؟ قال: الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ثم قال في آخر الآيات: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ فيعتبر الذي لا يحافظ على الصلاة ليس من المفلحين، أو ليس من حقيقة المؤمنين.
كذلك وصفهم بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ يعني: مُؤَدُّون لزكاة أموالهم، وصفهم بعد ذلك بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ اللغو هو: الباطل، يعني: الغناء، الأغاني والملاهي والمزامير والمراقص، وأماكن البطالة، وأماكن الكلام السيئ، يُعْرِضُون عنها، قال الله عنهم: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ أعرضوا عن مجالس اللغو، وابتعدوا عنه، وقال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا إذا مَرُّوا بأماكن اللغو ابتعدوا عنها، مَرُّوا مرور الكرام، فهذا ونحوه دليل على أنهم قد حفظوا أوصاف المؤمنين.
وصفهم بعد ذلك بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فهذه صفات المفلحين، علينا أن نتفقد أنفسنا، هل نحن من الموصوفين بهذه الصفات فنكون من المفلحين؟ أم أن علينا خللا فنتدارك ذلك، ونكون بعد تداركه من المؤمنين المفلحين؟ كذلك –أيضًا- ذكرنا أن من صفات المؤمنين: التصديق بكل ما جاء به نبينا -صلى الله عليه وسلم- وعلامة التصديق الاتباع، يعني: الطاعة والاتباع. من لم يكن كذلك فإنه لا يكون من الصادقين، ولا يكون من الْمُصَدِّقين الذين يؤمنون بالله -تعالى- هم الذين يُصَدِّقُون بما جاء عنه، وبما أرشد إليه.
فهكذا أيها الإخوة عليكم أن تحرصوا على وصف الإيمان الذي أنتم تتمدحون به مؤمنين مسلمين، فمتى تفقد الإنسان نفسه، وحرص على أن يكون متصفًا بصفات المؤمنين فإنه -إن شاء الله- يوفق لمثل هذا الوصف.
وكذلك –أيضًا- علينا أن نحرص على أن نتفقد أنفسنا، ونتفقد أنفسنا حتى نكملها، ونكمل النقص الذي فيها، وإذا كان الإنسان يدعي أنه مُكَمِّلٌ لنفسه فلا بد أنه يكون فيه شيء من نقص؛ فيستشير إخوته من أهل الخير والصلاح، فيقول لهم: أخبروني بالنقص الذي معي، ماذا تنكرون عَلَيَّ؟ ماذا تنقمون علي؟ يستشير أهل الخير، أهل العلم، أهل الإيمان من الذين يعرفونه.
فإذا قالوا: عليك نقص كذا، حرص على تكميله، ولعله بذلك يكون من الناجين إن شاء الله تعالى.
أوصيكم أيها الإخوة بحفظ أوقاتكم عن الضياع؛ فإنكم مسئولون عنها.
كثيرًا ما يكون عند بعض الموظفين سيما في مثل هذه الوظائف، وظائف الجنود يكون عندهم فراغ، فالذي يكون عنده فراغ إذا شغله بالشيء الذي ينفعه استفاد، وإذا شغله باللهو واللعب تضرر، وخسر، حتى ذكر لي بعض الإخوة في الرياض أنه أتى على مكتب أو جهة، الموظفون فيها يعملون، من الجنود ونحوهم، وسأل عن فلان- واحد منهم- فقالوا: إنه في المكان الفلاني، أو في الدور الثاني، ماذا يفعل؟
قالوا: يلعب البلوت..! فعجبًا أنه يكون مسئولًا، وأنه يكون قدوة، ومع ذلك يقضي وقته في هذا اللعب! لا شك أن هذا هو الخسران المبين، كونه يلعب هذه اللعبة التي هي من اللهو، يتخذون دينهم لهوًا ولعبًا قال الله تعالى: الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا انخدعوا بالدنيا وزينتها، وبما هم فيه من الْمَنْصِب، وبما يشغلهم من المصالح والمرتبات ونحوها، الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ؛ لأنهم غفلوا عن لقاء اليوم الآخر، وغفلوا عن الموت، وغفلوا عما بعد الموت، وغفلوا عن الدار الآخرة، ولم يتزودوا لها.
فنقول: إذا كان عندك فراغ فاشغله بقراءة القرآن، فأنْتَ -والحمد لله- قد فتح الله عليك، لا يوجد في المملكة -والحمد لله- أحد يبقى على أميته، لا يقرأ ولا يكتب إلا نادرًا، إلا قليلًا؛ حيث فُتِحَت المدارس الابتدائية وما بعدها من أكثر من نحو ستين سنة أو قريبًا منها أو أكثر، لا شك أن هذا دليل على أن الدولة -وفقها الله تعالى- نصحت الأمة، وأنها يسرت لهم كل وسيلة وكل سبب يكون معينًا لهم على طاعة الله -تعالى- وعلى فعل الخير، ومن ذلك التعليم، التعليم الظاهر الذي إذا تعلموه تيسر لهم كل ما يرجونه، تيسر لهم قراءة القرآن، وتيسر لهم قراءة العلم في الكتب وما أشبهها.
فإذا كان عندك وقت فراغ فَخُذِ المصحف سواء في المسجد أو في بيتك، أو في مَقَرِّ عملك، واقرأ فيه واحفظ، احفظ القرآن، وإذا حفظته فهنيئًا لك أنك تقدر على قراءته قائمًا وقاعدًا وراكبًا وماشيًا وفي كل الحالات، وتكون من حملة القرآن الذين يتأثرون به.
هذه وصيتنا لكل مَنْ كان عنده فراغ أن يشغله بقراءة القرآن، أو بتعلم العلم، أو بحفظ الأحاديث أو ما أشبهها.
نتواصى بأن نشغل –أيضًا- أوقاتنا بتعلم العلم، وبكثرة ذِكْرِ الله –تعالى- وبشكره، وحسن عبادته على ما وفقنا له، وعلى ما هدانا له، فهو –سبحانه- الذي يهدي مَنْ يشاء، ويُضِلُّ مَنْ يشاء، فإذا هداك الله وأَقْبَلَ بقلبك على طاعته؛ فهنيئًا لك أنك من أهل الإيمان! وأنك مِمَّنْ مَنَّ الله -تعالى- عليه وفَضَّلَهُ، وأعطاه خيرًا كثيرًا حَرَمَ منه آخرين.
إذا رأيت أولئك المعرضين فاعلم أنهم مَحْرُومون، الْمُعْرِضون الذين لا يأتون إلى المساجد أوقات الصلاة، ولا يذكرون الله إلا قليلًا، ولا يشكرونه على فضله، والذين يعمرون أوقاتهم بالمعاصي، ألسنتهم سخرية واستهزاء وتهكم، وكلام قبيح، وكذلك أعينهم لا تنظر إلا إلى ما يضرهم، وآذانهم لا يدخل فيها إلا سماع المكاء والتصدية الذي عاب الله به الكفار في قوله: وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً المكاء هو: الصفير، ويقصدون بذلك أنهم يتنعمون بذلك، والتصدية: التصفيق ونحوه، وسائر اللهو.
هذا عاب الله –تعالى- به أولئك الكفار، فنتجنب كل شيء عاب الله به الكفار، ونتصف بكل صفة وصف الله –تعالى- بها أهل الخير وأهل الإيمان.
ونختم بسؤال الله –تعالى- نسأله –سبحانه- أن يهدينا سواء السبيل! نسأله –سبحانه- أن يُقْبِلَ بقلوبنا على طاعته، نقول: اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان وزَيِّنْهُ في قلوبنا، وكَرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين!
نقول: اللهم أَرِنَا الحق حقًا وارْزُقْنَا اتباعه، والباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل!
نقول: اللهم اهدنا، وسددنا، واسْلُلْ سخائم قلوبنا، اللهم قَوِّ عزائمنا، وثَبِّتْ أقدامنا، واشرح صدورنا للإسلام، يا رب العالمين.
اللهم أَبْرِمْ لهذه الأمة أمر رُشْدٍ، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل المعاصي!
اللهم أصلح أئمتنا وقادتنا، وولاةَ أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين، يقولون بالحق وبه يعدلون، إنك على كل شيء قدير.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه...
الأسئـلة
س: ..............................؟

المسافر الذي يرجع في يومه نرى أنه لا يُعَدُّ مسافرًا إذا جاءوا من مكة أو مِنْ جدة أو من المدينة ولكن رجعوا في يومهم؛ فلا يُعَدُّ مسافرا. هذا هو الذي نختاره ولو قطع .. مائتين أو ثلاثمائة، حيث إنه لا يفقد بين أهله، أهله وجيرانه، ما يفقدونه، ولا ... ولا يقولون قدم من سفر، فمثل هذا يمكن أن يقال: إذا جاءه وقتٌ وهو في الطريق له أن يَقْصُرَ، وأما إذا جاء إلى البلد فنرى أنه لا يقصر ولا يجمع، يصلي كل صلاة في وقتها.
س: سائل يقول: هل يجوز للمسلم أن يكفل فردًا – يعني شخصا أجنبيا- لا يدين بالإسلام بغرض الزيارة ونحوها.

لا بأس إذا استقدم عمالا غير مسلمين، وصار كفيلهم، يعملون عنده في مؤسسة أو في شركة، ومع ذلك يحرص على دعوتهم إلى الإسلام، ويُرَغِّبُهُمْ في الإسلام، ويمكن أهل المكاتب مكاتب الدعوة أن يزوروهم ويُرَغِّبُوهم في دين الإسلام، ويعرضوا عليهم شعائر الإسلام لعلهم أن يهتدوا، وهكذا –أيضًا- غير المسلمين من كل الديانات.
أما إذا قدم غير المسلم، وطلب منك أن تكفله حتى يبحث عن الإسلام فلا بأس بذلك، قال الله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ إذا جاء وقال: أنا أقصد أن أسمع عن الإسلام؛ لأني ما سمعت عنه إلا كلامًا منكرًا، وكلامًا غير صحيح؛ لأنهم يسمعون ذَمَّ الإسلام في بلادهم، وأن الإسلام دِينُ الشدة، ودين التفرق، وكذا وكذا.
فإذا سمعوا الإسلام من أهله عرفوا أنه هو الدين الصَّحِيح.
س: ما حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ يذهبون المدينة يسألون النبي -صلى الله عليه وسلم- حاجات هذه موجودة ومنتشرة ...

هذا شرك، الاستغاثة بغير الله تعتبر شِرْكًا يعني: فيما لا يقدر عليه إلا الله.
الاستغاثة بالإنسان القوي الحاضر معك هذا جائز، تقول: يا فلان أغثني، يعني: قَوِّنِي واحمل معي كذا، أو اشفع لي أو ما أشبه ذلك، فأما الغائب والميت فلا يجوز الاستغاثة به؛ لأن الاستغاثة عبادة، قال الله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ أي: تطلبونه وأنتم في حالة الشدة والضرورة.
فدعاء الأموات -حتى الأنبياء- يُعْتَبَر شركًا،
فكـل مَـنْ دعـا معـه أحــدا
أشــرك بـالله ولـو محمــدًا
س: وما معنى قول الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
صحيح أنهم يحتجون بهذه الآية، ولكن هي خاصَّةٌ بحياته، خاصة بأولئك الذين يجيئون إليه في حال حياته ويقولون: يا رسول الله، قد تُبْنَا إلى الله، قد وقعنا في معصية، قد ظلمنا أنفسنا، فيدعو لهم ويقول: يا رب، اللهم اغْفِرْ لعبدك التائب فلان وفلان، هذا في حال حياته.
وأما بعد موته فلم يأتِ إليه أحد من صحابته، ولا من التابعين، ولا من أهل القرون المفضلة. ولو كان ذلك جائزًا لتوافدوا إليه وفدًا وفْدًا، وأفواجًا كثيرة، فَكُلٌّ يقول: يا محمد استغفر لي، يا محمد استغفر لي! فلما لم يفعلوا ذلك، دل على أن هذا خاصٌّ به في حياته؛ حيث كان بينهم، وحيث كان يعرف مَنْ هو صادق، ومَنْ ليس بصادق، إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ الله –تعالى- أمره بالاستغفار، في قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وذكر ذلك –أيضًا- عن نُوحٍ -عليه السلام- في آخر سورة نُوحٍ قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فاستغفر للمؤمنين عمومًا وللمؤمنات، فكذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
نقول له: إن كنت من المؤمنين فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استغفر لك، وإن كنتَ مِنْ ضعاف الإيمان فلا ينفعك مجيئك إليه، ولا طلبك منه.
النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الإتيان والتردد إليه حتى للسلام عليه، وقال: ما من مسلم يصلي عَلَيَّ إلا رَدَّ الله عَلَيَّ روحي حتى أَرُدَّ عليه السلام وقال: لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصَلُّوا عَلَيَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم هكذا أخبر، صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث كنتم، نقول: اللهم صَلِّ على محمد -صلى الله عليه وسلم- ويبلغه ذلك في أية مكان نحن.
تذكرون قصة علي بن الحسين رأى رجلًا يجيء إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيدخل رأسه معووجة، ويسلم عليه! أنكر عليه، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا يعني: لا تهجروها من الصلاة، ولا تجعلوا قبري عيدًا يعني: تقصدونه وتترددون عليه في كل وقت، فإن تسليمكم يبلغني ثم قال: ما أنت ومَنْ بالأندلس إلا سواء! أنت الذي في المدينة وفي المسجد النبوي أنت ومَنْ بالأندلس الأندلس الذي هو يُعْرَفُ الآن بأسبانيا وما حولها، كان في ذلك الوقت قد فتح، وأهله من المسلمين، يقول: إنكم سواء، يأتي إليه خبر الصلاة عليه، مَنْ صلى عليه قريبًا أو بعيدًا أخبره الله -تعالى- وأطلعه بذلك. فالذين يذهبون إلى المدينة يعني: يقصدون المدينة لأجل زيارة القبر، هؤلاء قد خالفوا الدليل، النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بزيارة القبور القريبة التي لا يشد إليها رحل، ولا يركب إليها، وإنما يأتون إليها مشاةً على الأقدام، لا شك أن هذا لأجل المصلحة زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة فأما الرحيل إليها، أعني الركوب إليها على الرواحل التي تقطع المسافات، فإن هذا مَنْهِيٌّ عنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام- يعني بمكة - ومسجدي هذا- بالمدينة - والمسجد الأقصى الذي في إيليا .
هؤلاء تُشَدُّ إليها الرحال لمضاعفة الصلاة فيها، فبقية المساجد، وبقية البقاع لا يرحل إليها لأجل احترامها، ولأجل توقيرها، وتفضيل العبادة فيها على غيرها، هذا من جهة. لا شك أن الذي يسافر إلى المدينة وقصده أن يصلي بالمسجد النبوي فله أجر على ذلك؛ لأن الصلاة فيه مضاعفة، ثم بعد ذلك له أن يأتي إلى القبر ويسلم عليه وينصرف، هذا هو الواجب، أما أن يأتي إليه ويقول: يا محمد اشفع لي، يا محمد انفعني، ارفعني أو ما أشبه ذلك، فإن هذا شِرْكٌ داخل في قول الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
س: .....يعددون، تعدد الزواج .... يعدد في حين ما يعدل بين الزوجتين، نرجو له النصيحة.
عليكم أن تنصحوهم أنتم، تبينوا لهم وجوب العدل، العدل الذي قال الله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً من العدل: المبيت، أن يبيت عند كل واحدة ليلة، ولا يعطي إحداهما ليلتين والأخرى ليلة. ومن العدل، العدل في النفقة، أن ينفق عليهن سواء، إذا اشترى لهذه لحما اشترى مثله للأخرى، إذا اشترى لهذه سمكًا اشترى للأخرى مثله، أو قَسَمَهُ بينهما، وهكذا إذا اشترى فاكهة أو خضرة أو نحو ذلك، أو كسوةً يُسَوِّي بينهما، هذا هو التسوية في المبيت، وفي النفقة، وأما الْمَوَدَّةُ والقلب فهذا لا يملكه إلا الله.
س: تبادل . موجود في أعالي المدينة عندنا.. الأمر بالمعروف والنهي المنكر.
دورهم أولًا الإنكار، إنكار ... عليهم، أن هذا شرك، وبيان الأدلة لهم التي فيها النهي عن الشرك، والنهي عن دعاء المخلوق وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ هذا واجب على كل مَنْ عرف ذلك منهم، وبيان أن الأموات لا ينفعون ولا يضرون حتى الأنبياء، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وقال تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وقال الله له: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا فنقنعهم بذلك، وإذا لم يقتنعوا فإننا نحذرهم، ونُحَذِّرُ منهم، ونقول لمن أنجاهم الله: لا تجالسوا هؤلاء، ولا تستمعوا منهم؛ فإنهم مشركون، حيث إنهم يعبدون الأموات، ويعتقدون فيهم، ويظنون أن سادتهم وقادتهم وأكابرهم أفضل من الأنبياء، كما هي عقيدة الصوفية ونحوهم، فلا يَضُرُّ، فلعلكم بذلك تنجون وتنقذون إخوانكم أَلَّا ينخدعوا بهم.
س: هل صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- سحر؟ فيه ناس تقول ...: إن النبي –صلى الله عليه وسلم كان سحر . ..
الذين سحروه ما تمكنوا من عقله، ولا من دينه، ولا من أعماله، ولأجل ذلك ما قدروا على أن يصلوا إلى قلبه ونحو ذلك، إنما فقط عمله، عمل ذلك الساحر فيما يتعلق بالنكاح، ولعله –أيضًا- خاصٌّ ببعض زوجاته، يعني: كأنه عمل له عمل صَرَفَهُ عن زوجته بحيث إنه لا يقدر على جماعها . ولذلك ما فطن له إلا عائشة تقول: (إنه يخيل إليه أنه يأتي النساء وما يأتيهن) يعني فيما يتعلق . يمكن أنه فيما يتعلق بعائشة صرف عنها، ومع ذلك ما بقي إلا أيامًا قليلة، يمكن: أربعة أيام أو نحوها حتى دعا الله -تعالى- وشفاه الله، وأطلعه على عمل ذلك الساحر، ولم يَقْدِرْ الساحر على عقله، ولا على دينه، ما ترك الصلاة، ولا ترك العبادة، ولا ترك قيام الليل، ولا ترك قراءة القرآن، ولا ترك البيان والبلاغ أبدًا، إنما صرفه وحَجَزَهُ، وهذا يفعله كثير، يعني: يعملون عملًا، يقول الله تعالى: يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ فيمكن أنه خاصٌّ فيما بينه وبين عائشة فقط أنه صارت تكرهه، وصار يكرهها، ولا يقدر على إتيانها أيامًا قليلة، ثم شفاه الله تعالى.
س: فضيلة الشيخ، واحد يسأل يقول لك: أنه رضع من امرأة، يسأل: هل زوجته وأولاده، زوج المرأة التي رضع منها محرم لهم ولا لا؟
نعم، زوجها الذي رضع منها -وهي في ذمته- وذلك اللبن بسببه يكون أباه، المرضعة تكون أمه من الرضاع، وزوجها أبوه من الرضاع، وأولادها إخوانه من الرضاع، ولو كانوا من غير ذلك الزوج، وأولاد الزوج -أيضًا- من غيرها يكونون إخوانه، إخوانه من الرضاع، وإخوان المرأة وأخواتها أخواله، هذا خالُهُ، وهذه خالته، وإخوان الزوج وأخواته أعمامه، هذا عمه من الرضاع، وهذه عمته من الرضاع.
س: يا شيخ، من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم في المنام- .على ألسنة الصوفية، يقول إنه قال لي: سوي كذا وكذا من العبادات هل يعتبر هذا تشريعًا أيها الشيخ؟
لا يعتبر؛ وذلك لأن الله –تعالى- أكمل الدين، فلا حاجة إلى أن يلتفت إلى الرؤى الدين كامل عند موت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأيضًا الذي يقول: إنه رآه لا يعرفه، نقول: هل تعرفه؟ يقول: لا، ما أعرفه، فإذا كنت لا تعرفه فكيف تدعي أنك رأيته؟! لأنه قد يرى مَنْ يتشكل بشكله، أو بصفته من الشياطين ونحوهم... بصورته التي هو عليها، والتي يعرفه بها أصحابه لا يقدرون، لا تقدر الشياطين، ولكن مثلًا قريب منها، الشيطان يتشكل بقريب منها، ولذلك قال: فإن الشيطان لا يتمثل بي يعني بصورتي، ولكن مثل ما رأينا، ولا رأينا هيكله وصورته، فلأجل ذلك لا نجزم بأن هذا هو النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن إذا رأينا رؤيا تقارب ..ذات الرؤيا له نستبشر بذلك، ولكن لا نعتمدها في تغيير الشرع.
س: الأخ من الرضاعة طبعا الأخ من الأب ... ولكن ...، يعني يرث أمه من الرضاعة، أو أمه ترثه من الرضاعة
لا، لا، إنما هم إخوة في المحرمية، في المحرمية فقط، يعني: يحرم نكاح المرضعة، ونكاح بنتها ونحو ذلك، وأما القرابة الأخرى فلا. أنت تعرف أن –مثلًا- أمك التي ولدتك وأباك، تنفق عليهما من مالك، ولا يلزمك أن تنفق على المرضعة من مالك، ولا على زوجها؛ لأن قرابتهم ليست كقرابة النسب إلا في المحرمية فقط، وكذلك إخوتك الذين هم أولاد أبيك وأمك، لهم حق عليك في الزيارة، وفي الصلة، وفي النفقة، ونحو ذلك، وتنفق عليهم، ولا تَحِلُّ زكاتك لهم إذا كنت ترثهم أو يرثونك، بخلاف الإخوة من الرضاعة.
س: ... السابق، يقول: امرأة رأت في المنام أن الله يكلمها ويقول لها: أني غفرت ذنوب كل الأعمال التي عملتيها فما رأيك في هذا القول؟
ليست صحيحة، على كل حال المسلم يحرص على أن يخلص في أعماله، والله -تعالى- أعلم بالقبول.
س: فيه يعني موضوع قضية، هو ما قضية، ولكن موجود في المحاكم وخاصة المحاكمة المستعجلة، أحكام التعزير هذه قضية واحدة يا شيخ يحكم فيها ست مشايخ فقد يقال مثلا: الشيخ فلان رجل طيب هذه القضية روح للشيخ فلان، والشيخ فلان . هل يجوز ذلك؟
هذا يقع حتى في العهد النبوي، وذلك بحسب قوة الأساليب، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: إنكم تختصمون إِلَيَّ، ولعل بعضكم يكون أَلْحَن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو مما أسمع، فَمَنْ قضيت له بِحَقِّ أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار، فَلْيَأْخُذْهَا أو لِيَدَعْهَا حسب الأساليب، يمكن هذا القاضي الأول أنه انخدع بأسلوب هذا الرجل، وبقوة حجته، وببلاغته، وبكثرة كلامه، وبقوة بيانه، فظن أنه صادق، وحكم له، والآخر تَفَطَّنَ أنه ليس بصادق، وأن الصادق هو الطرف الثاني، وحكم له بحسب ما ظهر له، وبحسب اجتهاده...