الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
محاضرة عن تربية الأسرة
2991 مشاهدة
تربية الأبناء وتلقينهم أمور الدين

وإذا كان كذلك فإن هذا دليل على محبة الإنسان لأولاده وشفقته عليهم، وكونه يحرص على أن يكونوا قرة عين، وأن يكونوا ولدا صالحا. ذكر الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام لما أن الذين أخرجوه من الجب ظفروا به وجعلوه مملوكا، فباعوه في مصر وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا .
رغب في اتخاذه ولدا، دل ذلك على أن الولد كان مرغوبا فيه، وأن كل أحد يحب أن يكون له ولد ينفعه ويخدمه ويقوم بحاجاته، هكذا ذكر الله عن صاحب مصر لما أعجبه خلق يوسف وأعجبه ذكاؤه؛ أوصى امرأته بأن تكرم مثواه، وأن تحترمه.
ثانيا- ذكر الله عن امرأة فرعون في قصة موسى كان موسى طفلا ترضعه أمه، ثم تجعله في تابوت- صندوق- وتلقيه في البحر؛ خوفا عليه من آل فرعون؛ لأنهم كانوا يقتلون الذكور، ويستحيون الإناث.
فقدر مثلا أنهم ظفروا به، ظفروا به وهو في ذلك التابوت، ولما فتحوه وإذا هو طفل رضيع قد ترعرع، قد تم حولا أو نحوه، فجعل الله في قلب امرأة فرعون رقة عليه وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ تقول لفرعون قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا هكذا ألقى الله في قلبها رقة عليه. وطلبت أن يكون قرة عين لها ولزوجها، وأن يتخذوه ولدا، وأنه يرجى أن ينفعهم عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا .
وإذا كان كذلك؛ فإن الأب عليه أن يحرص على أن يربي أولاده؛ رجاء أن ينفعوه، ورجاء أن يكون له قرة عين؛ ولذلك ذكر الله عن عباد الرحمن: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا قال: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ دعوا الله تعالى أن يجعل من أزواجهم ومن ذريتهم قرة أعين؛ أي ما تقر به أعينهم؛ فإن الولد إذا كان صالحا فإنه يكون قرة عين لأبويه بحيث يصلح عند تربيتهما له، وكذلك ينفعهما ويخدمها ويبرهما في حياتهما وبعد مماتهما.
وإذا كان كذلك، فنذكر بعض الأسباب التي يجب أن يفعلها أبو الأولاد؛ فأولا- التلقين في الصغر. إذا عقل وهو ابن سنتين أو ثلاث سنيين، وصار يتكلم، ويسمع، ويعقل، تلقنه معرفة ربه؛ يا بني أو يا ابنتي: من ربك؟ قل: ربي الله. بما عرفت ربك؟ قل: بآياته ومخلوقاته. لأي شيء خلقك الله؟ قل: لعبادته، وهي توحيده وطاعته. ما أول شيء فرض الله عليك؟ قل: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
فإذا تلقن ذلك وهو طفل نشأ على ذلك: يا أبي، ما كيفية عبادة لله؟ ما مثال العبادة؟ ما دينك يا ابني يا ابنتي؟ قل: ديني الإسلام. ما هو الإسلام؟ قل: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة. من نبيك؟ قل: نَبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم. فإنه إذا عرف ذلك وهو صغير؛ تربى على هذه العقيدة، وأحب أن يتوسع فيها.
بعد ذلك إذا بلغ سبع سنين؛ فإن عليك أمره بالصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر إذا تم سبع سنين فإنك تأمره، فتعلمه الطهارة ونواقض الطهارة، وكذلك أيضا تعلمه الصلاة، وتأخذ بيده إذا كان ذكرا إلى المسجد، وتربيه على محبة المسجد، ومحبة الصلاة. ولعله بذلك يألفها إذا كبر وتهون عليه؛ وذلك لأنه إذا هان عليه عبادة الله تعالى بالصلاة؛ أحب الصلاة، وأحب بقية أركان الإسلام وألفها وأحب ذكر الله؛ فيكون ذلك سببا في صلاحه.
وهكذا أيضا إذا كان هناك مثلا مدارس لتحفيظ القرآن، تحرص على تسجيل أبنائك وبناتك في هذه المدارس الخيرية؛ حتى ينشئوا على محبة القرآن، فإن هذا من أسباب صلاحهم، يحفظوا القرآن في صغرهم أو يحفظوا منه ما تيسر. كان ذلك عادة السلف والأئمة والعلماء. إذا تم سبع سنين أو ستا أدخلوه في الكتاتيب، وعلموه وألزموه وتفقدوه، وعاتبوه على التأخر وعلى الغياب، إلى أن يتربى على حفظ القرآن.
يذكرون كثيرا من الأولاد يحفظ أحدهم القرآن وعمره ثمان سنين، يحفظه كله، وأكثر منهم يحفظونه عن ظهر قلب في عشر سنين، ما يتم عشر سنين إلا وقد حفظ القرآن، ويبتدئ بعد ذلك في حفظ السنة أو ما تيسر منها. لا شك أن ذلك كله دليل على أنه مما يتربى في صغره على محبة الخير. وثق أنك إذا ربيته على الصلاة، وعلى ذكر الله، وعلى قراءة القرآن؛ فإن ذلك يكون سببا في صلاحه، واستقامته. هذه من أسباب التربية الصالحة؛ مع أن الأسباب كثيرة.
وضد ذلك أسباب الغواية، أسباب الفساد. يشاهد أن كثيرا من الأباء هداهم الله لا يهمهم أمر أولادهم؛ بحيث إنه يكفي أو يكتفي بإدخاله في المدارس ابتدائية أو ما بعدها، وبعد ذلك يتشاغل بدنياه، ولا يدري ما حال أولاده؛ بحيث إن أحدهم يذهب إلى عمله في الصباح، وإذا رجع وتناول غداءه نام، وإذا كان في أول الليل، أو في آخر النهار ذهب مع أصدقائه، وانشغل معهم إلى نصف الليل أو نحوه، فيجيء بعد ذلك وينام، ما يسأل عن أولاده، ولا عن صلاحهم، ولا عن رفقائهم، وهذا من الإهمال.
أهمل أولاده؛ فلم يهتم بتربيتهم، ولا بإصلاحهم، لا شك أن ذلك تفريط. كذلك أيضا ربما يسعى في إفسادهم؛ وذلك بما يحضر لهم من آلات الملاهي، إذا رغب الأولاد لسفههم، وقالوا: نريد أن نتمتع برؤية الأفلام التي نتسلى بها، أو برؤية المجلات التي نقرأ فيها ما يفرجنا ويفرحنا؛ فيحضر لهم أفلاما خليعة، وصورا هابطة ومجلات فاسدة. وكذلك أيضا قد يدخل في بيته أجهزة استقبال القنوات الفضائية؛ الدشوش وما أشبهها، فما فائدته؟
لا شك أنه لا فائدة فيها؛ بل إن فيها مضرة، وإن فيها آفات كبيرة؛ بحيث إنهم يستمعون فيها إلى الأغاني وما أشبهها، وينظرون فيها إلى الصور الفاتنة التي تفسد عقولهم، وتدفعهم إلى اقتراف الفواحش، وإلى فعل الزنا ومقدماته؛ حتى كثيرا ما يذكرون أن الشباب يقع أحدهم على محارمه يزني بأخته، أو ببنت أخيه أو نحو ذلك؛ فيكون السبب كونه يشاهد تلك الصور الفاتنة التي فيها إبداء العورات، وفيها ضم الرجل إلى المرأة، وفيها وطؤه للمرأة ونحوها.
يشاهد الرجل فوق المرأة، أو الرجل فوق الرجل، أو ما أشبه ذلك. لا شك أن هذا كله مما يوقعهم في الفساد، هذا من جهة. جهة ثانية إهمالهم حتى يتولاهم من يفسدهم. لا شك أن هناك شبابا قد فسدوا بإهمال آبائهم لهم، فإذا اجتمع بهم ولدك فلا بد أنهم يسعون في فساده، ويوقعونه فيما وقعوا فيه، يحبون أن يكون مثلهم. كما ذكروا ذلك عن بعض الثعالب، يقولون مثلا: مثل أجزم الثعالب. يحبوا أن يكونوا مثله.
ثعلب وقع في حبالة مسكت ذنبه، انقطع ذنبه في هذه الشبكة أو الحبالة، فلما خالف الثعالب وإذا هي كلها ليست مثله، فأشار عليها، وقال: إن هذا الذنب لا يفيدكم؛ ولكنه ضرر، فمكنوني من أن أقطعها، يريد أن يكونوا مثله، فأخذ يقطع أذناب تلك الثعالب كلها. فيضربون هذا مثلا أن من وقع في شر؛ فإنه يحب أن يكثر الذين يقعون في ذلك الشر وذلك الفساد مثله، فيقولون: مثله كمثل أجزم الثعالب.
فإذا كان بعضهم ابتلي مثلا بشرب الدخان، أو رأى أن يكثر المدخنون، فيدعو ولدك، وولد فلان وفلان إلى أن يفعلوا كفعله؛ حتى يقعوا في شبكة الدخان، وإذا كان قد وقع في فاحشة اللواط حرص على أن يكثر الذين مثله، فيقعون فيما وقع فيه، وإذا كان قد ابتلي بتعاطي المخدرات، حرص على أن يوقع فيها هذا وهذا، فبذلك يكثر الفساد. طريقة التخلص: أن تتفقد أصحاب ولدك وجلساءه.
يا ولدي، من رفقاؤك ومن جلساؤك؟ ومن أصحابك الذين تذهب معهم، أو تسهر معهم، أو تسافر معهم؟ فإذا كانوا من حملة القرآن، ومن الأولاد الصالحين؛ شجعته على ذلك. وإذا كانوا من الفاسدين والمنحرفين زجرته عن صحبتهم، وأدبته على مقارنتهم، وبينت له سوء مقارنة من فسد، فإن المرء على دين خليله.
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل خليله؛ يعني جليسه، وصديقه. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي ؛ أي لا تصاحب إلا الأتقياء، ولا تقرب إلا أهل التقى، وأهل الإيمان وأهل الصلاح، ويقول: مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن يعطيك، وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه رائحة طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة خبيثة لا شك أن هذا مثل رائع، أخبر صلى الله عليه وسلم بأن الجليس السوء يفسد جليسه، يحرقه، يفسد عقيدته، يفسد خلقه.
وقد جاءت الأدلة من القرآن في النهي عن الجلساء السوء، وعن مقاربتهم، والأمر بالجلساء الصالحين، قال الله تعالى: وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ أي الصالحين والمؤمنين والمتقين لا تطردهم عن مجالستك؛ لأنهم يجالسونك ولأنهم يحبون الفائدة، ويحبون التعلم. وفي آية أخرى قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
يعني اصبر نفسك معهم مع الجلساء الذين يذكرونك إذا نسيت، ويعلمونك إذا جهلت، ويشجعونك إذا تكاسلت، ويأمرونك بما فيه صلاح لك. فهكذا أولادك، إذا كان جلساؤهم صالحين؛ استفادوا من هذه المجالسة أفضل الفوائد. ثم قد ذكر الله تعالى الجلساء السوء فقال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ .
يعني إذا رأيت أهل مجلس يتكلمون بالسوء، ويخوضون في آيات الله، ويستهزئون بالدين، ويستهزئون بالمصلين وبالمتدينين؛ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إذا أنساك الشيطان وجلست معهم، ثم انتبهت وعرفت أنهم جلساء سوء فقم عنهم وابتعد عنهم؛ ولذلك قال: وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين إذا تذكرت، وعرفت أنهم فاسدون، فبعد تذكرك ابتعد عنهم، قم عنهم ولا تعد تجلس معهم.
ويقول الله في آية أخرى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إذا رأيت جلساء فاسدين، مجالسهم في الاستهزاء بالمصلين، أو بالملتحين، أو بالمتدينين والمتعففين، أو بالذين يدعون إلى الله، أو بالذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وجلست معهم؛ فإنك مثلهم، إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ وعيد شديد؛ يعني مثلهم في الإثم.
فهذه أدلة تدل على التحذير من جلساء السوء، فتفقد جلساء ولدك، وانهه وحذره عن مجالسة من يفسد عليه دينه، أو يوقعه في خذل أو يوقعه في فساد؛ حتى تربح ولدك؛ حتى يكون ولدا صالحا؛ وإلا فإنه سيكون فاسدا، وسيكون ولد سوء لأبويه؛ بحيث إنه إذا كبر أنكر على أبويه، أنكر عليهم ما هم يأمران به.
فينكر عليهم ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وينكر عليهم تطهير بيوتهم من آلات الملاهي، ويحرص على أن يجلب إلى البيت السفهاء وجلساء السوء، ويحرص على أن يملأ البيت آلات فساد صورا ومجلات خليعة، ونحو ذلك؛ فيفسد ويفسد بقية إخوته، وبقية أخواته، والذنب ذنب أبيه؛ حيث لم يربه في أول الأمر تربية صالحة. هذا مختصر فيما يتعلق بتربية الأولاد.