جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
11220 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة العقيدة

ونذكركم بنعمة ثانية: وهي نعمة العقيدة؛ التي هي عقيدة نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والرعيل الأول من المسلمين والقرون الثلاثة المفضلة؛ فإنها العقيدة التي هي طريقة الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة، وقد أخبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- بأن أمته: ستتفرق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة؛ وهي من كان على مثل ما عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. فعلينا أن نحرص على أن نكون من هذه الفرقة في باب العقيدة وفي باب العمل.
فالعقيدة هي الإيمان بأركان الإيمان الستة، وتحقيقها أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. وتفصيل هذه الأركان مذكور في كتب العقائد. وكذلك تحقيق ما تشتمل عليه من الإيمان بأسماء الله وصفاته، والإيمان بالبعث بعد الموت، والإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه.
وليس يكفي مجرد التسمي، أو مجرد التلفظ بأننا مؤمنون بكذا..؛ بل الواجب -مع ذلك كله- أن يكون هناك عمل، فإن الإيمان يشمل: القول والعمل والاعتقاد.
فهذا حقيقة هذه النعمة التي هي: الإيمان الصحيح، الذي هو العقيدة السليمة. وقد انحرف عنها كثير وكثير، فتسموا بأسماء، واخترعوا عقائد ما أنزل الله بها من سلطان، واختار الله تعالى ووفقنا لعقيدة سلفنا الصالح.

line-bottom