لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
محاضرة بعنوان شكر النعم (3)
6798 مشاهدة
نعمة الإسلام

وأحب في هذه الجلسة.. أن أذكر شيئا أو أمثلة من النعم التي خص الله تعالى بها هذه الدولة وهذه الجزيرة؛ فإنها من أكبر نعم الله، وأعظم فضائله.

فأعظم ذلك: نعمة الإسلام؛ فإنه قد حرم خلق كثير من هذه النعمة، واستحبوا الكفر على الإيمان، وهدانا الله تعالى، وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ فلله علينا الفضل والإحسان؛ حيث وفقنا وهدانا للإسلام. تسير في دول كثيرة ليس لهم دين، وتجد دولا وأمما أديانهم مبتدعة، فهذا يهودي وهذا نصراني، وهذا بوذي وهذا شيوعي، وهذا هندوسي وهذا قدياني، وأشباه ذلك.
فالإسلام هو الدين الذي اختاره الله قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا رضيه الله لنا دينا، نتقرب به، وندين به؛ ولكن الشأن كل الشأن فيمن يحقق هذا الإسلام، فإن الكثير والكثير يقولون: إننا مسلمون؛ ولكن ليس معهم إلا مجرد التسمي، ما معهم من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، يتحقق فيه ما ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه مساجدهم عامرة، وقلوبهم خراب من التقوى، ودماؤهم شر من تحت أديم السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود نعوذ بالله من هذه الطائفة.
فالإسلام الحقيقي هو العمل بأركانه وكذلك بتعاليمه. فهذه من أجل النعم، فعلينا أن نحققها.