إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
محاضرة بعنوان الشباب والفراغ
5574 مشاهدة
إضاعة الوقت في النظر إلى الصور المحرمة

وهناك آخرون ابتلوا بالنظر إلى أشياء تفتنهم، نقول: كما أن السماع قد يفتن، فكذلك النظر قد يفتن، يقولون: إنا نتسلى بالنظر.
لأي شيء ينظرون؟
ينشرون أمامهم أفلاما خليعة، ينشرونها يعرضونها في تلك الأجهزة الحديثة، فيتسلون طوال ليلهم إلى قريب السحر أو طوال نهارهم، يعني: أوقاتهم الثمينة يضيعونها أمام تلك الأفلام، فهذا لو لم يكن فيه إلا إضاعة الوقت أليس ذلك خسرانا مبينا؟
أليس ذلك مما يكون مسببا للحسرة والندم، والأسف على إضاعة هذا الوقت؟
فإذا قدر مثلا أن وقته فارغ، وأنه ليس عنده شغل شاغل -كما يقول- وإنما عنده وقت زائد، فصرفه في رؤية هذه الأفلام وهذه الصور التي هي صور خليعة، ماذا تكون النتيجة؟ إذا رأى تلك الصور صور نساء متجملات ومتجردات، أو رأت المرأة مثلا صور رجال في غاية الجمال، ألا يكون ذلك دافعا للغرائز؟ ألا يكون ذلك مثيرا للشهوات؟ ألا يكون ذلك موقعا أو دافعا إلى الوقوع في الفواحش؟
لا شك أن ذلك من الأسباب في كثرة المنكرات وكثرة الزنا، وكثرة وقوع كثير في السماع أو في الرؤية، مما يسبب حدوث هذه المنكرات التي نشاهدها، كم نسمع أن فلانة حملت من الزنا؟ وكم نسمع أن فلانة الشابة فجرت وحصل بسببها الفجور، وأن فلانا وقع منه الزنا عدة مرار، وما أشبه ذلك؟ هذا في الداخل.
أما في الخارج فحدث ولا حرج، الذين يشاهدون هذه الصور وهذه الأفلام إذا شاهدوها ولم يتمكنوا من إشباع غرائزهم كانت نتيجة ذلك أنهم يسافرون إلى البلاد التي توجد فيها ذلك العهر وذلك الفساد، يسافرون حتى يشبعوا غرائزهم، فيجدون بلادا فيها المسارح وفيها المفاسد وفيها المنكرات وفيها الفواحش، وفيها التمكن من نيل الشهوات والأغراض المحرمة على ما يريدون فيكون زنا.
ما الذي دفعهم إلى ذلك؟
دفعتهم سماع تلك الأصوات الفاتنة، ورؤية تلك الصور الخليعة التي ما حملهم عليها -كما يقولون- إلا أنهم يقطعون بذلك الوقت، يقولون: وقت فراغنا نقطعه في هذا ونسلي أنفسنا، فتكون النتيجة أنهم بلا شك قد وقعوا في هذا المنكر من حيث لا يشعرون أو من حيث يشعرون، أو قد لا يملكون أنفسهم إذا تمكنت محبة الشهوة أو محبة تلك الصورة في نفوسهم لم يجدوا بدا من مقارفتها، ولم يستطيعوا قمع تلك الدوافع التي تؤزهم إلى الشر أزا.