اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
قوادح في العقيدة
14689 مشاهدة print word pdf
line-top
الجبرية

وكذلك أيضا الذين ينكرون شرع الله وأمره ونهيه، لا شك أن هذا قادح، وأنه بدعة وهم الذين يقولون: ليس للعباد قدرة على أفعالهم، وإنما هم بمنزلة المجبر؛ المجبور الذي ليس له اختيار، هذه عقيدة أهل الجبر؛ الجبرية، لا شك أيضا أنها تقدح في العقيدة؛ حيث إنهم يعتقدون أن العبد معذور، وأن العاصي مجبور على المعصية، وليس بملوم على ما يفعل من الذنوب، ويحتجون بالقدر، ويقول فيهم بعض العلماء:
وعنـد مـراد اللـه تفنى كَمَيِّـت
وعنـد مراد النفس تُسـدي وتُلحـد
وعنـد خلاف الأمر تحتج بالقضـا
ظهـيرا على الرحمن للجبر تزعـم
أي تدعي أنك مجبور، هذه أيضا من القوادح الذين يحتجون بالقدر، نمر على أحدهم، فنأمره بالعبادة فيقول: أنا ما هداني الله، نقول له: اسأل ربك الهداية، وافعل ما تقدر عليه، تصر على ترك الصلاة وعلى فعل المعاصي، وتقول: ما هداني الله، لا شك أنك بذلك تعتبر معاندا، ولو كان كذلك لما لمت من يعاقبك، معلوم أنه لو ضربه أحد لانتقم ولانتصر، ولم يقل: هذا سلطه الله علي؛ بل يرد ذلك بما يقدر عليه، وإذا كان كذلك فلا عذر له في أن يقل: ما هداني الله، أو حتى يهديني الله .

line-bottom