عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
فتاوى في سجود التلاوة
24179 مشاهدة print word pdf
line-top
سجدة سورة ص

س4: هل يسجد عند سجدة ص ؟
ج4: المشهور أنها ليست من السجدات المسنونة، وقد روى أبو داود عن ابن عباس قال: ليس ص من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها .
وروى أيضًا عن أبي سعيد قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناس للسجود، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هي توبة نبي، ولكن رأيتكم تَشَزَّنْتُم للسجود فنزل فسجد وسجدوا .
وروى النسائي عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سجد في (ص) وقال: سجدها داود توبةً، ونحن نسجدها شكرًا .
واستدل بعض الصحابة على شرعية السجود فيها بقول الله -تعالى- فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ أي: ما فيها من أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقتدي بالأنبياء المذكورين في الآيات السابقة ومنهم داود ؛ فعلى هذا تكون سجدة شكر، والمختار سجودها خارج الصلاة.

line-bottom