شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
خطبة الجمعة العطيف
5933 مشاهدة
الحث على ذكر الله تعالى

كذلك أيضا نحث المسلم في هذه الأيام على أن يكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى؛ فإن ذكر الله كل شيء يذكر به، فالتكبير ذكر، والتهليل والتحميد، والاستغفار لا شك أن ذلك كله من ذكر الله تعالى الذي يسبب أن الله يذكر من ذكره، كما قال الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ .
هكذا أخبر سبحانه بأن من ذكره فإنه يذكره، وفي الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم لا شك أن ذلك فضل كبير إذا ذكر الله تعالى عبده ذكره الله، وإذا ذكره في الملائكة؛ فإن الملائكة يدعون له ويستغفرون له كما أخبر الله بأنهم يستغفرون لمن في الأرض.
ورد الأمر بالذكر في هذه الأيام المعلومات، والذكر هو ما يعم كل ذكر، ولكن يتأكد رفع الصوت بالتكبير الذي هو من جملة ما أمر الله به في قول الله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يكبرون في الأسواق؛ حتى ينتبه الناس، فإذا سمعوهم يكبرون كبروا يقولون: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وتعالى الله جبارا قديرا، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ذلك بلا شك من ذكر الله تعالى الذي يذكر به العبد؛ فلا تحتقر أيها الإنسان هذا الذكر؛ فإنه ذكر عظيم، عليك أن ترفع الصوت بالتكبير إذا كنت في الأسواق، أو كنت في المجتمعات، أو كنت في المجالس، أو في بيتك أو في المسجد أو في الطريق، سواء كنت راكبا أو ماشيا أو جالسا أو مضطجعا؛ هكذا كان السلف يحثون على التكبير في هذه الأيام، الذي يبدأ من أول العشر وينتهي بنهاية صلاة العيد: الله أكبر الله أكبر لا إلا إله الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إذا كبر الله صغرت عنده نفسه، وصغرت عنده الدنيا، واستحضر أن الله تعالى هو الكبير المتعال، استحضر قول الله تعالى: وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فحافظ على هذا الذكر.
أما الذكر المقيد: فهو الذي يكون في يوم عرفة وفي الأيام بعده إلى آخر أيام التشريق؛ التكبير المقيد يكون عقب كل صلاة تصلى في فريضة في جماعة، فأوله يبدأ من صلاة الفجر.. صلاة الفجر في اليوم التاسع، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر، كلما صلوا صلاة رفعوا صوتهم بقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد مرتين أو ثلاثا؛ ليحيوا في هذه الساعة هذه السنة التي أمر الله بها في قوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ وهذا من جملة ما شرع في هذه الأيام كثرة ذكر الله تعالى.
كذلك أيضا نعرف أن نهاية هذه العشر اليوم العاشر الذي هو يوم العيد، ويسمى يوم الحج الأكبر الذي تقضى فيه أكثر مشاعر الحج؛ تقضى فيه هذه المشاعر؛ أي أنهم يرمون الجمار، وأنهم يحلقون ويطوفون ويسعون، وكذلك يذبحون ما معهم من الهدايا والفدية؛ فيكون هو يوم الحج الأكبر.