اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
أسئلة وكلمات حول الحج والذكر
3419 مشاهدة
الإكثار من ذكر الله

كذلك أيها الإخوة، نتواصى في هذه الأيام بأن نكثر من ذكر الله تعالى، قال الله تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا أي كما أنكم لا تنسون آباءكم، بل تذكرون آباءكم وأسلافكم، فكذلك أكثروا من ذكر الله بالتهليل، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والحمد، وجميع أنواع الذكر التي تذكر بالله تعالى، وتذكر بالوقوف بين يديه.
هذا هو الواجب على كل مسلم عملا بهذه الآية، سيما وهذه الآيات قد أمر الله تعالى فيها بالذكر في هذه الأيام، قال الله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ .
الأيام المعدودات هي أيام التشريق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من هذا الشهر.
وهذا اليوم الذي نحن فيه يسمى يوم القر؛ لأن الحجاج مستقرون فيه لا يرحلون، ولا يتجاوزونه؛ قال النبي-صلى الله عليه وسلم- أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم القر .
سميت هذه الأيام أيام منى ؛ لأن الحجاج فيها يقيمون في منى ولا يتجاوزونها.
قال -صلى الله عليه وسلم- أيام منى أيام أكل، وشرب، وذكر لله عز وجل بمعنى أن الحجاج فيها لا يصومون، بل يفطرون حتى يأكلوا من لحوم هديهم، ومن لحوم فديتهم، ومن لحوم ما يتقربون به إلى الله تعالى في هذه الأيام؛ حيث يتقربون إليه بذبح ما أباح الله لهم.
فأمرهم بكثرة الذكر بقوله تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ إلى قوله تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ .
ذكر الله الذي في هذه الأيام أنواع:
فالأول- ذكر الله المطلق؛ فإن الإنسان يندب له ألا يغفل عن ذكر الله في كل الحالات.
الثاني- ذكر الله بالعبادات، ذكر الله بالصلوات فروضا ونوافل إذا لم يشق عليه التقرب بها؛ فإن الصلاة ذكر؛ لأنها تذكر بالله عز وجل.
الثالث- ذكر الله بالتكبير المقيد الذي بعد كل صلاة مكتوبة؛ فإنه يندب أنك إذا صليت صلاة مكتوبة ترفع صوتك بالتكبير؛ الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. فهذا من الذكر.
الرابع- ذكر الله تعالى عند ذبح الهدي، أو الفدية، أو نحوها؛ فإن من شرط حلها التسمية عندها عند الذبح، والتكبير مستحب عند الذبح أيضا.
الخامس- ذكر الله عند الأكل؛ لأن ذلك من تمام شكر الله تعالى؛ كما في الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر بذكر الله عند الأكل والشرب، وأخبر أن من شكر الله على العبد ومن نعمه أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها .
السادس- ذكر الله عند الرمي؛ فإن الإنسان عند الرمي يبدأ بالتكبير، أو يكبر الله عند رمي كل حصاة من الحصيات.
السابع- ذكر الله تعالى عند الانتهاء من رمي الجمرة الأولى والثانية بأن يستقبل القبلة، ويدعو الله، ويطيل الدعاء بحسب ما يتحمله؛ فيدعو الله بصلاح دينه، وصلاح دنياه، ويدعو لنفسه، ولإخوانه، ولأهله، ولأقاربه، وللمسلمين بالمغفرة، والرحمة، والثواب العظيم، وما أشبه ذلك.
الثامن- ذكر الله عند الطواف.
إذا يسر الله له أن يطوف طواف فرض، أو طواف تطوع، أو طوافا واجبا؛ فذكر الله عند ابتداء الطواف، وعند كل محاذاة للحجر
وفي أثناء الطواف يدعو الله، ويخلص الدعاء له، ويكثر من سؤاله، ويكثر من التواضع والتضرع له.
وكذلك –أيضا- ذكر الله عند السعي، إذا لم يسع إلا في هذه الأيام، فأكثر من ذكر الله تعالى فهذا ونحوه دليل على أن هذه الأيام أيام ذكر كما أمر الله بها بقوله: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ .
فلينتبه المسلم، وليكثر من الذكر، ومن الدعاء، ومن التضرع إلى الله تعالى، وليتذكر بذلك عظمة الله وجلاله وكبرياءه، وأنه سبحانه أهل أن يعبد، وأهل أن يحمد.
ويتذكر –أيضا- أنه بحاجة إلى الله تعالى لا غنى به عن ربه طرفة عين، فلعله بذلك أن يستمر في العبادة، وأن يتوب إلى الله التوبة الصادقة.
هذا ونحوه سبب من أسباب مغفرة الذنوب، ورجوع الإنسان بعد ذلك كيوم ولدته أمه؛ كما ورد في الحديث، وعليه مع ذلك أن يحفظ لسانه في هذه الأيام، وفيما بعدها فلا يرفث، ولا يفسق، ولا يصخب.
ويتجنب السباب، ويتجنب الباطل والكلام السيئ، ويحفظ جوارحه، فلا ينظر إلى محرم، ولا يستمع إلى محرم، ولا يكتسب كسبا حراما، -ولا يدخل في بطنه- لا يأكل أكلا فيه شبهة، أو فيه حرمة؛ لعله بذلك أن يقبل الله تعالى حجه، وأن يثيبه على عمله.
نسأل الله أن يتقبل منا نسكنا، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
ربنا هب لنا ما وهبته لأحبابك، ربنا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ اللهم صل، وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسئـلة
س: جزاك الله خيرا يا شيخ على ما قدمت. أحببنا أن نبدأ بأسئلة الحج وما له علاقة بها. هنالك حقيقة أسئلة كثيرة يا شيخ تتحدث عن دمج طواف الإفاضة مع طواف الوداع فهل لك أن تفصل في ذلك يا شيخ؟
لا بأس بذلك. ذكر العلماء أنه إذا لم يتيسر له طواف الإفاضة فأخره، وطافه عند السفر عند الخروج كفاه عن طواف الوداع، يطوف طوافا واحدا بنية أنه طواف إفاضة وطواف وداع، ويسافر بعده.
وإن سعى بعده سعي الحج فلا بأس بذلك، ولا يعد فاصلا. معلوم أن طواف الوداع هو آخر أعمال الحج، يطوفه إذا رمي الجمار سواء في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر إذا انتهى من أعمال الحج، وعزم على الرجوع إلى أهله؛ فلا بأس لو طافه، وجمع فيه الطوافين بنية واحدة، وخرج مع الناس.
...... ولا شك أن فعل الطوافين أكثر أجرا. إذا طاف طواف الإفاضة، ثم طاف للوداع فهو أكثر أجرا، ولكن قد ينشغل بعض الناس، قد يكون عليه مشقة، فلا يتيسر له إلا طواف واحد إما للزحام، وإما لكثرة الأعمال، وإما لمشقة الوصول؛ فله عذر في ذلك.
س: موجود السؤال هذا وسنجيب عليه بإذن الله عز وجل.
فضيلة الشيخ، اشرح لنا-بارك الله فيك- حدود عورة المرأة أمام النساء المسلمات وهل يجوز للمرأة أن تظهر مفاتنها بلبس الضيق والشفاف أمام النساء؟ وجزاكم الله خيرا.
قال العلماء: عورة المرأة ما يظهر غالبا؛ أي لها أن تظهر وجهها، وشعرها، ورأسها، وثدييها لإرضاع طفلها مثلا، وذراعيها، وساقيها.
وأما الذي لا يظهر غالبا فلا تظهره لا عند المحارم، ولا عند النساء؛ فلا تظهر الصدر، ولا البطن، ولا الظهر، ولا الكتفين، وما أشبه ذلك.
فلا يجوز لها أيضا أن تلبس الضيق الذي يكون سببا في تبيين حجم أعضائها، الذي يتبين منه أضلاعها، ومنكباها، وبطنها، وعجيزتها، وما أشبه ذلك.
فإن هذا ولو كان أمام النساء ففيه شيء من إظهار العورة.
قد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تصف المرأة المرأة ولا تفضي المرأة إلى المرأة فتصفها حتى كأنها تراها رأي عين ؛ فدل على أنه لا يجوز لها أن تظهر مفاتنها، أو زينتها الخفية عند النساء.
س: يقول السؤال: أنا وعائلتي نوينا الإقران، وأدينا العمرة، ويوم العيد، وبعد رمي جمرة العقبة أتانا الدم.
السؤال، الدورة الشهرية يعني السؤال: ماذا عليها أن تفعل، وهي لم تقم بطواف الإفاضة؟ هل حجها مكتمل بدون طواف؟ أرجو الإجابة.
يظهر أنهم حجوا متمتعين. فإنهم إذا طافوا، وسعوا، وقصروا قبل يوم عرفة كان ذلك عمرة؛ فيكون هذا عمرة تمتع. ثم بعد ذلك أحرموا بالحج؛ فإحرامهم بالحج في يوم التروية، أو في يوم عرفة يعتبر إحرام حج، وما تقدمه من الأعمال إحرام عمرة أو عمل عمرة.
فإذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة؛ فإنها تبقى إلى أن تطوف الإفاضة، فإن رجعت إلى بلدها فإنها لا يمسها زوجها حتى ترجع، يرجع بها إذا طهرت زوجها، أو أحد محارمها فتطوف وتسعى ليكمل بذلك حجها.
فهي تقف مع الناس بعرفة وبمزدلفة وترمي الجمار، وتدعو بالدعاء وكذلك تقصر من شعرها، وتذبح، أويذبح عنها فتيتها، بقية أعمال الحج ماعدا الطواف بالبيت والسعي الذي لا بد أن يكون قبله الطواف.
فإذا طهرت ولو بعد رجوعها إلى بلدها؛ فلا بد من الطواف سواء بقيت أو رجعت.
س: جزاك الله خيرا. نستكمل السؤال هذا، هل عليها سعي الحـج؟ قادمة من خارج المملكة يا شيخ.
المرأة إذا كانت من خارج المملكة فالعادة أن من أتى خارج المملكة يقيم إلى اليوم السابع عشر، عادة لا يتعجلون إلى اليوم السابع عشر، أو الثامن عشر. وفي هذه المدة العادة أنها تطهر؛ لأن العادة لا تدوم إلا ستة أيام، فلو فرضنا أنها حاضت في يوم عرفة طهرت في الخامس عشر، أو في السادس عشر.
فيحاول وليها ألا يخرج إلا بعد أن تطهر وتطوف، لكن إن قدر أنه مرتبط برحلة. إذا كان قد سجل في رحلة في الطيران -مثلا- أو في الباخرة وتفوت عليه، وإذا فاتت عليه لا يتيسر له السفر إلا بعد شهر أو بعد نصف شهر، وفي ذلك ضرر عليه.
في هذه الحال يقول بعض العلماء: إنها تتحفظ وتطوف وهي عليها هذا العادة، ويكفيها ذلك للضرورة.
س: بعد الحج، هل عليها شيء مباح ؟ ممكن تقوم بفعله ....؟.
.....وليس لها أن تقدم السعي لا يجوز لها أن تسعى قبل الطواف.
هذا السؤال مجاب عليه؛ يا إخوة، ونرجو ألا يكون هناك أسئلة من الخارج؛ يا إخوة، يقول السؤال: عندي شك في عدد الجمار أثناء رمي جمرة العقبـة ؛ حيث أعتقد أن ثلاثة منها لم تسقط في الحوض؛ فما جوابكم؟
هذا الذي تحدثنا.... يقينا؛ عليك أن تعيدها اليوم تذهب إلى جمرة العقبة وترمي هذه الثلاث. ...... ترمي هذه الثلاث التي تحققت أنها سقطت من الحوض، ثم ..... فإذا رميت الثلاث التي سقطت منك بالأمس من الحوض، تذهب إلى الجمرة الدنيا وارمها بسبع التي هي رمي اليوم، وهكذا تكمل رميك.
س: يقول السائل: لقد تحللت بعد رمي جمرة العقبة مباشرة، ثم قصرت مع العلم بأنني حاج مفرد؛ فهل علي فدو؟ جزاكم الله خيرا.
لا يجوز التحلل إلا بعد الرمي وبعد الحلق، ولكن حيث فعلت ذلك عن جهل؛ نقول: إنك معذور بالجهل، ففي المرة الثانية ما تتسرع بالتحلل.
س: يا شيخ جزاك الله خيرا حججت أنا ووالدتي وهي كبيرة سن ومريضة، ولم تستطع أن ترمي يوم النحر، ووكلتني لرمي باقي الأيام. وأسأل يا شيخ عن طواف الوداع والإفاضة؛ فقد سمعت أنه يجوز الجمع بينهما بين؛ يعني طواف الإفاضة والوداع، ثم أسعى بعد ذلك.
وهل يجوز يا شيخ أن أقوم بالسعي اليوم مع والدتي، ثم غدا الخميس أقوم بالطواف بنيتين الوداع والإفاضة لأنها مريضة؟
وأريد أن أوزع الجهد عليها خلال يومين؛ مع العلم أنها تطوف وتسعى بالعربية في الدور الثالث؛ ونظرا للزحمة الشديدة، وجزاكم الله خيرا.
أما الرمي فيجوز أن توكلك لترمي عنها لشدة الزحام ولعجزها، وأما الطواف والسعي فلا بد من مباشرتها؛ ولو أن تطوف محمولة على سرير، وتسعى على عربة، وليس في ذلك مشقة -إن شاء الله-.
ويجوز لك أن تؤخر طواف الإفاضة؛ حتى تطوفه عند الخروج ، ويكفيك عن طواف الإفاضة وطواف الوداع، وتسعى بعده، ولا يجوز التفريق بينهما، يعني لا يجوز أن تسعى في هذا اليوم ثم تطوف غدا، أو قد تطوف اليوم وتسعى بعد يوم، بل لا بد أن يكون الطواف والسعي في يوم واحد؛ طواف الإفاضة وسعي الحج.
س: سؤال: فضيلة الشيخ، ذهبنا بالأمس إلى مكة لأداء طواف الإفاضة بعد صلاة العصر، وتمكنا بفضل من الله من أداء أربعة أشواط حتى صلاة المغرب، وبعد أدائنا لصلاة المغرب لم نتمكن من العودة لصحن الحرم لتكملة الطواف ولا في الأدوار العليا؛ فأدينا صلاة العشاء، وعـدنا من منى دون إكمال السبعة أشواط. ما الواجب علينا الآن ؟
عليكم أن تستأنفوا، تبدءوا الطواف من أوله، ولا تعتدوا بالأربعة التي مضت. كان أولى بكم أن طفتم ولو في السطح ، أو في الدور الثاني، أو في الدور الأرضي تكملة الثلاثة الأطواف التي بقيت عليكم تكملتها، فأما الآن فقد بطل لوجوب الموالاة.
من شروط الطواف الموالاة، وعدم الفصل الطويل. هذا الفصل الطويل بأن إذا طفتم أربعة في يوم، وثلاثة في يوم يبطلها؛ فلا بد أن تعيد الطواف كله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل المعنى من الحلق هو الحلق بالموس؟. وهل الحلق بالماكينة رقم واحد هو حلق أو تقصير؟
يظهر أنه حلق، وإن كان الأفضل الحلق بالموسى؛ لأنه هو الذي يسمى حلقا، ولأنه هو الذي يزيل الشعر من أصوله؛ فإن تيسر فهو الأولى، وإلا جاز الاقتصار على (المقراض) الآلة التي تستأصل الشعر.
س: يقول: ما حكم الاشتراك في المسابقات التي تقدمها الصحف المحلية؟ وهل هي من الميسر؟
السؤال الثاني هل تضحي المرأة إذا أرادت وهي حاجة؟ وما الأفضل أن تتصدق بقيمة الأضحية أو تخرجها؟ ولكم من الله جزيل الشكر.
السؤال الأول الاشتراك في المسابقات، أرى عدم مشروعيته؛ وذلك لأن هذه الشركات لم تقصد نفع المشتركين، ولكنها قصدت الدعاية إلى نفسها والشهرة؛ حتى تعرف ، وحتى يقصدها الناس، ويكثروا التعامل معها.
فهذه الصحف جريدة المدينة، وعكاظ، ونحوها.
نقول: إن هذا ما قصدوا به إلا أن الناس يكثرون من شرائها؛ حتى يربح أهلها؛ والدليل على ذلك أنهم كانوا يطبعون مثلا مائة ألف، والآن صاروا يطبعون ألف ألف أو قريبا منها، يربحون في كل عدد أعدادا كبيرة لأجل هذه المسابقات.
نقول: الأضحية سنة مؤكدة ولا يرد عنها الحج، فإذا أراد الإنسان أن يضحي وصى على من يذبح أضحيته في بيته في بلده، وهو يتولى ذبح فديته في الحج، ولا تقوم إحداهما مقام الأخرى، والأفضل ذبح الأضحية، فهو أفضل من الصدقة بثمنها.
يقول السؤال: أيهما الأفضل بعد الانتهاء من طواف الإفاضة الجلوس في مكة في الحرم أم العودة إلى منى ؟
لا شك أن أيام منى يكون الحجاج فيها في منى ليلا ونهارا . فإذا ذهبت لطواف الإفاضة ساعة ما تفرغ ترجع إلى منى لتبيت فيها، أو تقيم فيها. ولا تمكث في الحرم ولو كان المبيت فيه، أو المكث فيه، أو الصلاة فيه ذا فضل؛ لأن هذه الأيام موسمها في منى
س: شيخ، هل يجوز التعجل من مزدلفة بحجة الرفقة علما أننا لسنا من أصحاب الأعذار؟ وما حكم من فعل ذلك؟ وماذا عليه أن يفعل؟
أرى أنه لا يجوز؛ وأن الرخصة خاصة بالضعفة كبار الأسنان، والنساء الضعاف لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رخص لنسائه كلهن، إنما رخص لاثنتين أو ثلاث، ورخص معهن لشباب يذهبون بصحبتهن، ومع ذلك قال: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس .
الرفقة الذين معهم قالوا لهم: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس وهو دليل على أن الأقوياء إذا ذهبوا بصحبة الضعفاء وبرفقتهم مثلا؛ ليدلوهم طريق، أو ليحفظوهم عن الضياع؛ فليس لهم الرمي إلا بعد طلوع الشمس. أما الضعاف والكبار فلهم الرمي في آخر الليل.
س: هذا سؤال يا شيخ عن توضيح كيفية رمي الجمار المقصود فيها الجهات التي يرمى منها الجمار.
الجمرة الكبرى التي هي جمرة العقبة ترمى من الجهة الجنوبية؛ فيكون وجه الرامي إلى الشمال،وإن أتاها من الشرق أو من الغرب فلا بأس إذا وقع الرمي في الحوض، وإن أتاها من الجهة الشمالية فيحاول أن يرمي الحوض فلا يرمي في الشاخص؛ وذلك لأن الجهة الشمالية ليس فيها حوض. يحرص على أن تقع في الحوض أو تقع في الشاخص في الجهة الجنوبية ونحوها. أما الجمار الباقية فترمى من كل الجهات.
س: هل يجوز لأهل السودان الإحرام من جـدة ؟ وما حكم من فعل ذلك في عمرات سابقة على ما هو شائع بين السودانيين؟
يجوز ذلك؛ لأنهم لا يمرون بميقات، إذا جاءوا في البواخر أو في السفن، فلا يمرون بميقات ولا يحاذون لا ميقات أهل اليمن ولا ميقات أهل الشام والظاهر أن أقرب شيء إليهم ميناء جدة فيحرمون منها ولا حرج.
س: ما رأيكم في الهـدي الذي يباع في كوبونات ؟ هل تجـزئ؟
لا بأس من ذلك، الشركات التي تتولى ذلك شركات مأمونة موثوق فيها إن شاء الله، لا مانع أن الأفراد والجماعات يوكلون الشركات.
س: قبل إحلال الإحرام، وقبل رمي جمرة العقبة تذكرت أني قد اغتسلت بنوع من الصابون الذي اكتشفت أن له رائحة عطرية بسيطة؛ فما حكم ذلك؟
لا حرج؛ وذلك لعدم التعمد، الذي يفعل ذلك غير متعمد لا فدية عليه إن شاء الله.
س: الحاج إذا أراد أن يضحي هل يمسك عن شعره وأظافره من بداية أيام العشر حتى ولو كان ذلك قبل سفره وإحرامه بالحج؟ أم هل يكفيه أن يمتنع عن ذلك عند إحرامه ولو كان ذلك في السابع من ذي الحجة؟
يمتنع من أول العشر، ولا يقص شيئا إلا بعد التحلل من العمرة؛ فإن هذا نسك، فعليه أن يقصر من شعره أو يحلقه بعد العمرة، ولا يرده كونه يريد الضحية.
كذلك –أيضا- بعد التحلل من الحج، ولو قبل ذبح أضحيته؛ لأن الحلق في الحج وفي العمرة يعتبر عبادة ونسكا؛ فلا بد أن يأتي به، ولو قبل ذبح أضحيته. أما إذا كان لا يريد الحج؛ فإنه يتوقف عن شعره وأظفاره إلى أن يدخل وقت الأضحية.
س: يا شيخ، .........
لا حرج عليه إذا فعل ذلك؛ لأنه لا فدية فيه.
س: طفت طواف القدوم وقد انتقض الوضوء بخروج ريح فما الحكم؟
طواف القدوم سنة، ليس في تركه شيء؛ لا فدية، ولا يختل الحج به، ولا شك أن انتقاض الوضوء يبطل الطواف، ولكن لما كان غير يعنى غير واجب فلا حرج.
س: متى يبدأ الرجم هذا اليوم ؟ وهل للمرأة الحق أن ترجم بعد الغروب؟
يبدأ بدخول وقت الظهر، يرمى بالمدفع ويدخل وقت الظهر الذي هو الأذان للظهر يبدأ وقت الرمي، ولا حرج أن يرمي في الليل للعاجز وللنساء ونحوه.
س: الحق أن الشيخ على موعد الآن؛ فلعل هذه الورقة تكون آخر ورقة. يقول السؤال: هل يجوز إمامة المرأة للنساء في الصلاة بصوت عال ؟
السؤال الثاني- النساء اللاتي شاهدهن الرسول الكريم في المعراج يعذبن هل هن من أمة محمد رغم أن الإسلام كان في بدايته؟
يجوز للمرأة أن تؤم النساء ولكن لا تتقدم، بل تكون في صفهن -وسط الصف- هكذا روي عن عائشة -رضي الله عنها- وعن غيرها أنه يجوز للمرأة أن تكون إمامة للنساء، وتقوم في صفهن.
قد دل عليه –أيضا- حديث أم ورقة -رضي الله عنها- أذن لها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تؤم نساء أهل دارها، والعادة أن النساء يصلين فرادى، فإن صلين جماعة فهو أفضل.
النساء اللاتي شاهدهن النبي -صلى الله عليه وسلم-من أمته، هكذا ورد في بعض الروايات يعذبن، معلقات بأثدائهن ونحو ذلك، من أمته -صلى الله عليه وسلم-.
ولا مانع أن يكشف له عن أمته، ولو قبل أن يوجدن؛ أعني يبين له ولو قبل وجودهم، ولو قبل ظهورهم، يمثلهم الله تعالى له أنه سيوجد من أمتك كذا وكذا.
حصل ذلك في أحاديث كثيرة أنه رأى أناسا يعذبون أو ينعمون، وهم من أمته قبل أن يوجدوا، ولكن في علم الله أنهم سيوجدون ويعملون هذه الأعمال. والله أعلم ، وصلى الله على محمد
الحق يا إخوة أن الأسئلة كثيرة جدا، ولولا ارتباط الشيخ بشغل ........