إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
كلمة حول طلب العلم
5845 مشاهدة print word pdf
line-top
فضل العلم والعلماء

ورد في فضل العلماء فضل كبير مثل قوله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وهذا فرق كبير، فرق بين القمر وبين النجوم العادية، العالم على العابد، مع أن العابد يتعبد يتهجد ويقرأ ويذكر الله ويتصدق ويصوم ويحج ويجاهد ويعبد الله بعبادات كثيرة، ولكن هذا مشتغل بطلب العلم، ولذلك روي عن بعض السلف أنهم يقولون: طلب العلم أفضل من النافلة؛ أي من نافلة العبادة وما ذاك إلا أنه بطلبه يتزود خيرا، وكانوا يقولون: مذاكرة ليلة أحب إلي من إحيائها. المذاكرة يعني التعلم، بحث الإنسان كيف يتعبد في ليلة واحدة ولو كان ساعة من ليل أحب من إحيائها؛ يعني من إحيائها بالتهجد وبطول القيام وبطول القراءة وبطول العبادة.
وكذلك أيضا ورد في حديث آخر أو في نفس الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: إن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر يعني من ما فضله الله تعالى به أنه تستغفر له الملائكة، وتستغفر له الحيتان والدواب والطيور وما أشبهها.
وفي حديث آخر: إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير أي الذي يعلم الناس ويفهمهم، أي يدعون له. الصلاة منهم الدعاء، أي تزويدهم بالدعوات المفيدة ، وهذا يدل على فضل تعليم الناس وتفهيمهم.
وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع أي تتواضع له، الطائر إذا تواضع فإنه يمد جناحيه تواضعا، فكذلك ذكر أن الملائكة تتواضع لطالب العلم، فتضع أجنحتها له رضا بما يصنع.
وفي الحديث أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر وكل ذلك ترغيب في تعلم العلم وفي الحصول عليه، وإذا عرفنا ذلك فإن علينا أن نجتهد في تعلم العلم.
ونعرف أن الأحاديث الواردة في طالب العلم أو في العلماء ليست خاصة بمن وصل إلى الرتبة العليا من العلم، بل كل من وصل إلى علم وحفظه وأتقنه صدق عليه أنه عالم بتلك المسألة فعليه أن يعلمها لمن يجهلها، وهذا يدل على فضل تعليم العلم كما ذكرنا في الحديث: إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير فيجتهد الإخوة في طلب العلم حتى يكونوا من حملته ويكونوا من أهله.

line-bottom