إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
قوادح في العقيدة
15326 مشاهدة print word pdf
line-top
إنكار صفات الله تعالى

ومن القوادح أيضا: إنكار صفات الله، الذين ينكرون أن الله سميع بصير، أن الله على كل شيء قدير، أن الله بكل شيء عليم هؤلاء أيضا قدحوا في عقيدتهم؛ لأن من أنكر ذلك فقد طعن في صفات الرب، وتنقصه تنقصا زائدا، ويظهر ذلك على كثير من المبتدعة الذين يعتقدون عقيدة المعتزلة وعقيدة الجهمية والمعطلة، وهم كثير، لا شك أن هؤلاء قدحوا، أو أتوا بما يقدح في عقيدتهم، وتفصيل ذلك موجود، والردود عليهم موجودة في كتب العلماء الذين ناقشوهم، والذين أثبتوا الأسماء والصفات، كما وردت مثل: كتاب الشريعة للآجري وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والإبانة لابن بطة وغيرهم ممن توسعوا.
وكذلك أيضا كتب العلماء مثل: كتاب العقل والنقل لابن تيمية وكتاب الصواعق المرسلة لابن القيم ؛ فقد ردوا على هؤلاء، ومع الأسف أنهم لا يزالون يناظرون، ويكتبون، وينكرون الكثير مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون بذلك في كتب أهل السنة، فقرأت لبعض المتأخرين كلاما يطعن فيه على البخاري ويقول: إن صحيح البخاري فيه أكاذيب، وفيه مفتريات، ثم يمثل بحديث النزول الذي يقول فيه: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر وكأنه يقيس نزوله على نزول البشر، وما علم أن هذه الصفات من الصفات التي يثبتها أهل السنة، ويتوقفون عن تكييفها، هذا بلا شك من القوادح في العقيدة إنكار صفات الله تعالى، إنكار صفة المجيء، والنزول الذي أثبته الله، وكذلك أيضا إنكار صفة العلو والاستواء الذي أثبته الله وأثبتته الأحاديث، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا بلا شك من القوادح في العقيدة.
وهكذا أيضا الذين ينكرون أن الله تعالى متكلم، وأنه يتكلم إذا شاء، فيقولون: إن الله لا يتكلم، أو إن كلامه المعاني، ليس الألفاظ، وليس الحروف وما أشبه ذلك، هذه من القوادح في أمور العقيدة.

line-bottom