الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
قوادح في العقيدة
15844 مشاهدة print word pdf
line-top
الجبرية

وكذلك أيضا الذين ينكرون شرع الله وأمره ونهيه، لا شك أن هذا قادح، وأنه بدعة وهم الذين يقولون: ليس للعباد قدرة على أفعالهم، وإنما هم بمنزلة المجبر؛ المجبور الذي ليس له اختيار، هذه عقيدة أهل الجبر؛ الجبرية، لا شك أيضا أنها تقدح في العقيدة؛ حيث إنهم يعتقدون أن العبد معذور، وأن العاصي مجبور على المعصية، وليس بملوم على ما يفعل من الذنوب، ويحتجون بالقدر، ويقول فيهم بعض العلماء:
وعنـد مـراد اللـه تفنى كَمَيِّـت
وعنـد مراد النفس تُسـدي وتُلحـد
وعنـد خلاف الأمر تحتج بالقضـا
ظهـيرا على الرحمن للجبر تزعـم
أي تدعي أنك مجبور، هذه أيضا من القوادح الذين يحتجون بالقدر، نمر على أحدهم، فنأمره بالعبادة فيقول: أنا ما هداني الله، نقول له: اسأل ربك الهداية، وافعل ما تقدر عليه، تصر على ترك الصلاة وعلى فعل المعاصي، وتقول: ما هداني الله، لا شك أنك بذلك تعتبر معاندا، ولو كان كذلك لما لمت من يعاقبك، معلوم أنه لو ضربه أحد لانتقم ولانتصر، ولم يقل: هذا سلطه الله علي؛ بل يرد ذلك بما يقدر عليه، وإذا كان كذلك فلا عذر له في أن يقل: ما هداني الله، أو حتى يهديني الله .

line-bottom