إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
عوامل صلاح المجتمع (لقاء مفتوح)
5193 مشاهدة print word pdf
line-top
ضرورة تفقد الإنسان نفسه ومعالجة عيوبه

فالدار الدنيا دار امتحان ودار اختبار؛ ليظهر من يمتثل ويفعل ومن يتعدى ويترك. وأما الدار الآخرة فإنها دار الجزاء. وإذا عرف العبد أنه إما مثاب وإما معاقب، وأنه في هذه الدنيا مختبر وممتحن؛ فلا بد أن يقوم بما أمر به حتى يثاب، يقوم بما أمر به فيفعل الطاعات ويترك المحرمات؛ حتى يكون من أهل الثواب.
ولا شك أيها الإخوة أنكم والحمد لله قد عرفتم وتأهبتم للعمل الصالح الذي يكون للدار الآخرة عليه الثواب والجزاء، ولكن لا بد أن يقع خلل ولا بد أن يقع نقص، ولا بد أن يقع شيء من العبد عليه فيه عتب؛ فعليه أن يتفقد نفسه، عليه أن يتفقد ما هو الخلل والنقص الذي أنا قد وقعت فيه حتى أتلافاه؟
كيف يعرف ذلك؟ إذا لم يعرف عيب نفسه؛ فعليه أن يسأل غيره. عليه أن يسأل ويستفصل، عليه أن يعرض نفسه على أهل الخير وأهل الصلاح ويقول لهم: أرشدوني إلى ما فيّ من النقص، أرشدوني إلى ما عليّ من الخلل، وكيف أكمل هذا الخلل؟ وكيف أقوم بهذا الواجب الذي أوجب الله علي؟ فإذا أرشدوه فإن عليه أن يحرص على إكمال ما عليه من النقص في أموره؛ وبذلك يكون إن شاء الله من أهل الخير ومن أهل السعادة.

line-bottom