إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
طلب العلم وفضل العلماء
21914 مشاهدة print word pdf
line-top
عوائق طلب العلم

ولكن هناك ما يعوق الكثيرين من الشواغل الضارة التي تشغل بها أوقاتهم بما يضرهم أو لا نفع فيه فيفوتهم خير كثير، ومن ذلك أن الكثير يقطعون مجالسهم في قيل وقال، وفي كلام في أشخاص مخصصين أو عموميين، فيذهب الوقت دون فائدة، ولو صرفوا هذا الوقت في قراءة القرآن، أو في قراءة بعض كتب أهل العلم لاستفادوا من ذلك وازدادوا علما ومعرفة.
ومن ذلك أن الكثير يشغلون أوقاتهم في سماع أخبار لا فائدة فيها، إما من المشافهات، وإما من الإذاعات المرئية أو السمعية ونحوها، ولا شك أن الإكباب على كل ذلك وترك التعلم والاستفادة، ولو وجد فيها شيء من المعلومات التي هي قليلة بالنسبة إلى ما فيها من إضاعة الوقت، فالإقبال عليها كليا لا شك أنه يفوت ما هو خير من ذلك وأفضل، ومن ذلك ما يقام في كثير من الأحيان من المباريات والألعاب.
ونحن لا نذمها، ولكن نقول: إن الإقبال عليها والنظر إليها سواء في الأفلام، أو بالحضور إليها، لا شك أنها مضيعة للوقت وأنه يفوت على الإنسان خيرا كثيرا. فلو صرف وقته هذا في قراءة القرآن وفي حفظه وقراءة التفسير وفي تعلم ما ينفعه، وفي قراءة الكتب النافعة: من كتب حديث أو فقه أو عقيدة، وما أشبه ذلك لاستفاد من ذلك خيرا كثيرا، ولكن هِمَمُ كثير من الناس انصرفت إلى ما هو باطل، وزهد فيما هو حق.
ولكن لا نقول إن هذا عام، بل هناك نخبة صالحة ممن أراد الله بهم خيرا ممن وفقهم الله وبصرهم ورزقهم المعرفة بما يجب لهم وما يجب عليهم، هؤلاء هم الذين نعتقد أنهم خلاصة الله -تعالى- من الخلق، وأنهم خيرة شبابنا، وخيرة الصالحين من عباد الله في هذه البلاد، فنحثهم ونوصيهم بأن يَجِدُّوا ويجتهدوا في تعلم ما ينفعهم ويحفظوا بذلك أوقاتهم وأزمانهم، حتى يستفيدوا في أنفسهم ويفيدوا غيرهم؛ وذلك لأنهم قد يأتي زمان يحتاجون فيه إلى أنفسهم، ويحتاج إليهم غيرهم من أولئك المعرضين الجاهلين.

line-bottom