جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
جمل رفيعة حول كمال الشريعة
17072 مشاهدة print word pdf
line-top
الخاتمة

وبعد أن ذكرنا ما تقدم من تعريف إجمالي فإننا نتواصى مع كل مسلم مؤمن أن يطبق تعاليم الشريعة فيما بينه وبين ربه -تعالى- بإخلاص العبادة لله وحده، وبطاعته واتباع ما جاء في القرآن وما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من العبادات، فيتمثل الأوامر ويبتعد عن الزواجر، وهكذا فيما بينه وبين عباد الله -تعالى- من قريب وبعيد، وذلك بالبر والصلة، والنصح والصدق، والوفاء والإخاء، والمودة والإخلاص وصفاء النفس، والأمر بالخير والترغيب فيه، والزجر عن الشر والتحذير منه، ونحو ذلك مما جاءت به الشريعة السمحاء، وهكذا يُكب على تعلم العلم الصحيح من مصادره التي هي القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام السلف الصالح الذين هم ينابيع العلم، فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، وقد نفع الله -تعالى- بعلومهم ورزقهم الفهم في الشريعة والعلم بأهدافها، وقد وفق الله -تعالى- علماء الأمة وأئمتها للاحتفاظ بمصادر العلم وتدوينها حتى ورثها من بعدهم، فأصبحت مرجعا للأمة بعدهم، فنوصي بالانكباب على تلك المصادر، والاهتمام بها حفظا وتعقلا وعملا وتطبيقا، فبذلك ينفع الله -تعالى- من أراد به خيرا.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه/
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

line-bottom