إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
فتاوى في صلاة الكسوف والخسوف
11145 مشاهدة
الصلاة للزلازل والبراكين

السؤال : س 14 هل يصلى للزلازل والبراكين والفيضانات صلاة كسوف أو خسوف ؟
الجواب :-
المشهور أنه يصلى للزلازل فقط ، فقد روى سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى للزلزلة في البصرة ، ولعل السبب أنها عذاب ظاهر غير معتاد يحصل من آثاره موت وهدم وتلف أموال وقد يكون بسبب الذنوب ، وإذا استمر مدة دقائق حصل سقط الدور وقلع الأشجار فكان من المناسب الصلاة ، ولأنه آية من آيات الله التي يخوف بها عباده فيدخل في قوله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة .
فأما الصواعق والفيضانات والرياح العاصفة والظلمة الشديدة ورمي الكواكب وكثرة المطر الذي يخاف منه الغرق ، فالمشهور أنه لا يصلى لها صلاة الكسوف وإنما يدعو المسلمون ربهم ويذكرونه ويتصدقون ويظهرون التوبة كما حصل لقوم يونس كما قال تعالى عنهم :
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .
وقد ذهب أصحاب الرأي وبعض الحنابلة إلى أنه يصلى لجميع الآيات المذكورة ونحوها لأنها من جملة ما يخوف الله به عباده وأولى من الكسوف ، فعلى هذا إن صلى لذلك جاز على هذا القول والله أعلم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء سابقا