تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
الصيام آداب وأحكام
50628 مشاهدة
قيام ليلة القدر

قيام ليلة القدر يحصل بصلاة ما تيسر منها، فإن من قام مع الإمام أول الليل أو آخره حتى ينصرف كتب من القائمين، وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى ليلة مع أصحابه أو بأصحابه، فلما انصرفوا نصف الليل قالوا: لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله رواه أحمد وغيره وكان أحمد يعمل به.
وقولهم: (لو نفلتنا ليلتنا): يعني لو أكملت لنا قيام ليلتنا وزدنا في الصلاة حتى نصليها كاملة، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - بشرهم بهذه البشارة، وهي أنه من قام وصلى مع الإمام حتى يكمل الإمام صلاته، كتب له قيام ليلة، فإذا صلَّى المرء مع الإمام أول الليل وآخره حتى ينصرف كتب له قيام تلك الليلة، فحظي منها بما يسر الله، وكتب من القائمين، هذا هو القيام.
وقيام ليلة القدر يكون إيمانا واحتسابا كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إيمانا واحتسابا، والإيمان هو: التصديق بفضلها، والتصديق بمشروعية العمل فيها، والعمل المشروع فيها هو الصلاة، والقراءة، والدعاء، والابتهال، والخشوع، ونحوذلك.. فإن عليك أن تؤمن بأن الله أمر به، وشرعه، ورغب فيه، فمشروعيته متأكدة، وإيمان المرء بذلك تصديقه بأن الله أمر به، وأنه يثيب عليه.
وأما الاحتساب: فمعناه خلوص النية، وصدق الطوية، بحيث لا يكون في قلبه شك ولا تردد، وبحيث لا يريد من صلاته، ولا من قيامه شيئا من حطام الدنيا، ولا شيئا من المدح، ولا الثناء عليه، ولا يريد مراءاة الناس ليروه، ولا يمدحوه ويثنوا عليه، إنما يريد أجره من الله تعالى، فهذا هو معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إيمانا واحتسابا ، وأما غفران الذنوب فإنه مقيد في بعض الروايات بغفران الخطايا التي دون الكبائر، أما الكبائر فلا بد لها من التوبة النصوح، فالكبائر يجب أن يتوب الإنسان منها، ويقلع عنها ويندم، أما الصغائر فإن الله يمحوها عن العبد بمثل هذه الأعمال، والمحافظة عليها، ومنها: صيام رمضان وقيامه وقيام هذه الليلة.
ويستحب كثرة الدعاء في هذه الليلة المباركة، لأنه مظنة الإجابة، ويكثر من طلب العفو والعافية كما ثبت ذلك في بعض الأحاديث، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟، قال: قولي: اللهم إنك عفوٌ كريم تُحب العفو فاعف عني .
والعفو معناه: التجاوز عن الخطايا، ومعناه: طلب ستر الذنوب، ومحوها وإزالة أثرها، وذلك دليل على أن الإنسان مهما عمل، ومهما أكثر من الحسنات فإنه محل للتقصير، فيطلب العفو فيقول: يا رب اعف عني، يا رب أسألك العفو ، وقد كثرت الأدعية في سؤال العفو، فمن ذلك دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: اللهم إني أسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة وكان بعض السلف يدعو فيقول: اللهم ارض عنا، فإن لم ترض عنا، فاعف عنا.
ويقول بعضهم شعرا :
يا رب عبدك قد أتاك, وقد أساء, وقد هفــا حمل الذنوب علـى الذنوب الموبقات وأسرفا
يكفيـه منك حياؤه من سوء ما قد أســلفا  رب اعـف عنـه, وعافه فلأنت أولى من عفا
فهذا القول ونحوه دليل على أن الإنسان مهما عمل فغاية أمنيته العفو والتجاوز والصفح عن الذنوب والخطايا، وسترها وإزالة أثرها.