إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
الحج منافعه وآثاره
10894 مشاهدة
تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه، وفصّل كل ما شرعه وأحكمه، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولاه من جزيل نعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من وحّد ربه وعظّمه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه للرسالة وكرمه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن اتبع شرعه المطهر وقدّمه.
أما بعد:
فقد كنت ألقيت محاضرة مختصرة في بعض مساجد الرياض تتعلق بمنافع الحج، كتفصيل لقوله تعالى: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وذلك حسب ما بلغه فهمي القاصر، وما فتح الله به علي في تلك الساعة.
وقد سجلها بعض الحاضرين، ثم فرّغها أحد الإخوان؛ وعرضها عليّ لتصحيح الأخطاء اللغوية والمعنوية، التي وقعت عن سبق لسان؛ فأذِنت بنشرها رجاء أن يطلع عليها بعض المسلمين، ليعرفوا شيئا من حكمة الله تعالى في شرعه وأمره، وأنه الذي أتقن كل ما أمر به وأحكمه، وليس في دينه ولا فيما شرعه شيء لا فائدة فيه، وإن قصرت عنه الأفهام، وعجز عن إدراكه الأنام، ولا شك أن ذلك مما يشرح الصدور لتقبل شريعة الإسلام، وتنبسط النفوس عند العمل بتلك الأحكام.
فنوصي كل مؤمن بالله تعالى واليوم الآخر أن يطمئن إلى أحكام ربه وأوامره وزواجره، وأن يوقن بأنها كلها غاية في تحقيق المصالح في العاجل والآجل، ونسأل الله تعالى أن يفتح علينا بالفهم لشريعته والعمل بتعاليمه، وأن يوفق المسلمين للعمل الصالح الذي يحبه ربهم ويرضاه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين