شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
49653 مشاهدة
7- أول من يدخل الجنة

[وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته] .


(الشرح)* قوله: (وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته):
في هذا فضيلة وميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه أول من يستفتح باب الجنة، فقد ورد في حديث أن خازن الجنة يقول: أمرت ألا أفتح لأحد قبلك عندما يستفتح الباب فيقول: من أنت؟ فيقول: محمد .
وقد ذكر الله أن أهل الجنة يُسَاقون إليها زمرًا، ثم قال: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزمر: 73] وهذا يدل على أنهم إذا وصلوا إليها فتحت أبوابها.
ثم ذكر أيضًا أن من فضيلته كون أمته تابعة له، وأنها أول من يدخل الجنة من الأمم حيث إن نبيها أول الأنبياء دخولا، ودليل ذلك الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة يعني نحن متأخرون في الوجود، فإن هذه الأمة هي آخر الأم وجودًا ونبيها هو خاتم الأنبياء، ولكنهم هم السابقون يوم القيامة، فمن فضلهم أنهم يسبقون يوم القيامة إلى الجنة وإلى الثواب.
فقد تقدم لنا أنهم إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم، حتى إذا هُذبوا ونُقوا أذن لهم في دخول الجنة، فإذا أذن لهم كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يطرق الأبواب، فأول من يطرق الأبواب هو، ثم بعد ذلك تفتح أبواب الجنة على مصاريعها، فتدخل أمته، ويدخل بعدها سائر الأمم الذين من أهل الجنة.