شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
نوافل العبادات وأنواعها
8557 مشاهدة
من العبادات القولية: الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين، وتعليم جاهلهم. فإن هذه –أيضا- عبادة قولية، وفيها خير كثير.
دعوت مسلما فهداه الله تعالى بواسطة دعوتك فلك خير، تذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من دل على خير فله مثل أجر فاعله وكذلك أيضا تذكر قوله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ دعا إلى هُدًى كان له مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا .
فنتواصى بأن نكون من الذين يدعون إخوانهم المسلمين إلى ما يحبه الله تعالى، يدعونهم إلى العبادات، يدعونهم إلى الذكر، يدعونهم إلى الدعاء، يدعونهم إلى قراءة القرآن، أو حفظه، أو ما تيسر منه، يدعونهم إلى فعل الطاعات، وترك المحرمات. ينصحونهم بقدر ما يستطيعون من نصيحة، بقدر ما أوتِيَه الإنسان من بلاغة أو معرفة؛ فيحصلون بذلك على أجر كبير.
فهذه أربع عبادات قولية: النصيحة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن. نتواصى بها.