لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
محاضرة في فتن هذا الزمان ومقاومتها
9045 مشاهدة
طرق الشيطان في إغواء بني آدم

وقد ذكر بعض العلماء أن الشيطان يدعو الناس إلى الذنوب, أكبرها, ثم إلى ما يليه, ثم إلى ما يليه, ثم إلى ما يليه.
ذكر ابن القيم في كتابه الذي سماه بدائع الفوائد في آخر المجلد الثاني, يقول: إن الشيطان يقصد من الإنسان, أو يَدْعُوه إلى خمسة أو ستة أشياء... إن حصل على الأول وإلا انتقل إلى الثاني, فيدعوه إلى الكفر, فإذا أوقعه في الكفر والشرك ظفر به واستراح منه, فإن عجز عن إيقاعه في الكفر دعاه إلى البدع, فإذا وَقَعَ في البدع حَسَّنَهَا له, ورضي وقنع بها منه.. فإن عجز عن إيقاعه في البدع أوقعه في الكبائر, فهي التي توبقه, فإذا لم يقدر على إيقاعه في الكبائر أوقعه في الصغائر, فَإِذَا لم يَقْدِرْ على إيقاعه في الصغائر أوقعه في المباحات, والتهالك فيها حتى تشغله عن الطاعات, فإذا عجز عنه أوقعه في الأعمال المرجوحة, وترك الأعمال الراجحة.. هذه مقاصده.. فإذا عجز عن ذلك كله, ما بقي له إلا حيلة واحدة, لا يسلم منها أحد, لو سلم منها أحد لسلم منها أنبياء الله ورسله, وهي: تَسْلِيطُ جنوده الذين هم شياطين الإنس.. الذين هم إخوانه..تسليطهم على ذلك الْمُتَمَسِّك.
فنقول: إن دعاة الشيطان شياطين الإنس كذلك تارة يدعون إلى الكفر, والشرك والخروج من الإسلام كلية, وتارة يدعون إلى بدعهم كالرافضة ونحوهم, وتارة يدعون إلى كبائر الذنوب, والإيقاع فيها, وتارة إلى صغائرها, وإذا عجزوا أوقعوا الناس في المباحات ونحوها, وإذا عَجِزُوا صَرَفُوهُمْ عن الأعمال الفاضلة إلى الْأَعْمَالِ الْمَفْضُولة, وَإِذَا عجزوا لم يجدوا إلا أذاهم بِاللِّسَان, أو باليد, أو بما قدروا عليه من أنواع الْأَذَى، فبذلك: نأخذ حِذْرَنَا.. يأخذ الإنسان حِذْرَهُ.