إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
كلمة مجلس مستودع الأوقاف
4814 مشاهدة print word pdf
line-top
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فنقول: إن هذه من واجباتنا جميعا أن نسعى في إصلاح إخواننا المواطنين سيما المستقيمين، وأن لا نشجع المنحرفين.
إذا رأينا أهل المعاصي فلا نشجعهم، ولا نزكيهم ولا نشهد لهم بخير، وهم أهل شر إذا كانوا لا يصلون مع الجماعة، وإذا كانوا يستمعون الأغاني والملاهي في بيوتهم أو في المقاهي أو الاستراحات وما أشبه ذلك، أو كانوا لا يهتمون بتدريس أولادهم للقرآن في المدارس الخيرية فإننا نعرف أن هذا واجب على المواطنين كلهم الفقراء والأغنياء، وأن علينا أن ننشر ذلك في المواطنين كلهم غنيهم وفقيرهم ومتوسطهم، فنبين لهم أن من تمام استقامة المسلم ومن تمام صلاحه وإصلاحه أن يكون محافظا على العبادات، الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للإخوان المسلمين، وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجوار، والدعوة إلى الله تعالى وغير ذلك من خصال الخير.
وهكذا أيضا نحرص على تطهير المسلمين من المحرمات تطهير ألسنتهم من السب والعيب والقذف والكفر أو السخرية بأهل الإيمان وأهل الصلاح، وتطهير ألسنتهم من الغيبة والنميمة والقذف والعيب والبهتان والكذب والزور وما أشبه ذلك، وتطهير أموالهم من الرشوة والربا والغش في المعاملات والسرقة والنهب والاختلاس والخيانة للأمانات وما أشبه ذلك، وتطهير جوارحهم من سماع الأغاني والنظر إلى الصور والأفلام وما أشبه ذلك، وتطهير جميع مجتمعاتهم، وبذلك نكون حقا من المسلمين المنيبين إلى الله سبحانه وتعالى سواء منا الفقراء الذين مستهم الحاجة، أو الأغنياء الذين أكثر الله لهم من الأموال، أو المتوسطين الذين عندهم سداد وكفاية وعندهم ما يكفيهم، وإن لم يكن عندهم فضل في أموالهم فالجميع عليهم أن يكونوا على حالة الاستقامة.
لا شك أن المعاصي ونحوها قد حرمها الله تعالى، وشدد في تحريمها، ولكن صدورها من الضعفاء ونحوهم يكون أشد إثما، فيقول أو جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، وملك كذاب الأشيمط: يعني شيخ كبير، قد أسن وطعن في السن، ومع ذلك يتعاطى الزنا، وذلك لأنه إذا كبر عادة تضعف دواعي الجماع في حقه، فإذا كبر ومع ذلك أصر على الزنا دل ذلك على خبث طويته، وعلى خبث نيته وخبث عمله، لا شك أن الزنا محرم من الشباب والشيب والكهول ونحوهم، ولكن صدوره من الذي دواعيه ضعيفة يكون أشد إثما.
والعائل المستكبر: هو الفقير الذي لا يجد إلا الكفاية أو أقل من الكفاية، ومع ذلك متكبر، الكبر محرم سواء على الفقير أو على الغني، سواء على الأمير أو المأمور، الكبر هو بطر الحق وغمط الناس، ولكن إذا تكبر الفقراء وشمخوا بأنفسهم، وأظهروا الترفع على بني جنسهم، واحتقروا الآخرين واستهانوا بغيرهم من سائر الناس، ورأوا أولئك الناس صغارا محتقرين كأمثال الذر كان هذا أكبر إثما؛ فلذلك نقول: إننا إذا رأينا المعصية من الفقراء استعظمناها، وقلنا: كيف أن هذا مع ذلك ذو حاجة يتصدق الناس عليه، ومع ذلك يفعل هذه المعاصي؟ لا يجوز لنا أن نشجعه، ولا أن نتصدق عليه.
إذا كان مثلا يشرب الدخان فلا يستحق أن يُتصدق عليه، وكذلك إذا كان يتعاطى مخدرات أو يشرب المسكرات فليس أهلا أن يتصدق عليه؛ فضلا عن كونه يستعمل المحرمات كسماع الأغاني والملاهي، وكذلك إدخال أجهزة الملاهي في منزله، وهكذا أيضا كونه يغتاب الناس ويسخر منهم، ويستضعف غيره ممن هو مثله أو فوقه، وكذلك كونه يغتاب أو ينم، أو يقول فحشا أو يقول إثما أو يرتكب زورا؛ لا صدقة له، ولا يستحق أن يتصدق عليه أيا كانت الصدقة بل يعاقب أو يحرم من الصدقات التي تبرع بها المحسنون؛ لأجل أن تؤتى لذوي الحاجات المستقيمين.

line-bottom