إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
الفتاوى الجبرينية في الأعمال الدعوية والإغاثية
9244 مشاهدة
ترجمة لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، حفظه الله

هو الشيخ العلامة: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من قبيلة بني زيد، ولد عام 1349 من الهجرة، في بلدة محيرقة بمحافظة القويعية التابعة لإمارة المنطقة الوسطى وتبعد عن مدينة الرياض 180 كيلو متر غربا.
تعلم القراءة والكتابة في بداية عمره، وقرأ على والده الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله- بعضا من كتب العلوم الشرعية، وفي سنة 1367 من الهجرة حفظ القرآن الكريم، وقرأ على الشيخ عبد العزيز الشتري -رحمه الله- كما قرأ في كثير من كتب الفقه والعقيدة والحديث والتفسير والفرائض والنحو، ثم سافر إلى الرياض عام 1374 من الهجرة، ودرس في معهد إمام الدعوة، وقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (مفتي الديار السعودية سابقا)، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله جميعا.
قام بالتدريس في معهد إمام الدعوة عام 1381 من الهجرة، ثم حصل على شهادة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1390 من الهجرة، بتقدير امتياز، وعيّن مدرسا بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1395 من الهجرة، ثم انتقل إلى الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء عام 1402 من الهجرة، وتولى الإفتاء فيها، وفي عام 1407 من الهجرة حصل على شهادة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وفي عام 1418 من الهجرة ترك العمل الحكومي وتفرغ للدعوة والإفتاء والتوجيه تفرغا تاما.
ولفضيلته جدول يومي في إلقاء الدروس الشرعية في المساجد، يبدأ من بعد صلاة الفجر حتى بعد صلاة العشاء من كل يوم، يتخلل ذلك مساعدة المحتاجين وإجابة المستفتين، وكتابة الشفاعات لمن يطلبها، فيومه حافل بالدعوة إلى الله.
وللشيخ مؤلفات عديدة في العقيدة والتفسير والحديث والفقه، منها: الإسلام بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، وشرح العقيدة الواسطية، وشرح كتاب التوحيد، والولاء والبراء، والصيام آداب وأحكام، وأهمية العلم ومكانة العلماء، وأخبار الآحاد في الحديث النبوي، وغيرها في الفتاوى والتحقيقات.
ومما يتميز به الشيخ تواضعه وسمته، وحبه لطلبة العلم، واستجابته لدعواتهم في إلقاء محاضرة أو إعطاء درس أو إفتاء، كما أن له قبولا عند كافة الناس، حفظ الله شيخنا، وحفه بلباس الصحة والعافية، وغفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين، إنه سميع الدعاء، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.