إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
فتاوى رمضانية
17121 مشاهدة print word pdf
line-top
شهر رمضان هو شهر النصر والتمكين

سؤال: حصلت في هذا الشهر العظيم انتصارات عديدة للمسلمين في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها غزوة بدر وفتح مكة، فكيف يمكن للمسلمين أن يجعلوا من تلك الانتصارات انطلاقا نحو العزة والمجد والاجتماع تحت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله؟
الجواب: صحيح أن هذا الشهر هو شهر النصر والتمكين والظهور لدين الإسلام، ففيه وقعت غزوة بدر الكبرى التي قال الله -تعالى- فيها: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ [الأنفال : 41] الآيات، وهذه الآيات تقص خبر ما وقع بين المسلمين وبين عدوهم الذين أذلوهم واضطهدوهم وأخرجوهم من ديارهم، فأنزل الله نصره وملائكته، وحصل من النصر والتمكين من الأعداء ما هو آية ومعجزة وكرامة لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وعباده المؤمنين.
* وفيه وقعت غزوة الفتح الأعظم فقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة في السنة الأولى من الهجرة ثاني اثنين مع الخوف من المشركين، فخرج منها خائفا يترقب، ولكنه واثق بنصر ربه وتأييده، وبعد ثمان سنين دخلها في عشرة آلاف من المسلمين، وهو مع ذلك متواضع خاضع لربه، معترف بفضله وامتنانه عليه، وبهذه العزة انتشر الإسلام ودخل الناس بعدها في دين الله أفواجا.
* فنأخذ من هذه الغزوات فضل هذا الشهر، وأن على المسلمين أن يظهروا فيه -كغيره- الاعتزاز والافتخار، وأن يتمسكوا بالتوحيد وإخلاص العمل لربهم تعالى، والاتباع لسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وأن يحرصوا على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، وتذكيرهم بأن الدين الإسلامي هو أكبر وسيلة إلى النصر على الأعداء وظهور المسلمين، وخذلان من ناوأهم أو خالفهم، كما هو الواقع في كل زمان ومكان يوجد فيه الإخلاص والصدق مع الله، ويطهر المسلمون أنفسهم من الشرك ودعوة غير الله، ومن البدع العقدية كالتعطيل والرفض والإرجاء والاعتزال، ومن المعاصي كبيرها وصغيرها، حين يشاهد ظهورهم وانتصارهم وبطلان حيل الأعداء ولو أتوا بكل قواهم، ولو تضاعف عددهم وعدتهم وقاتلوا في البر والبحر والجو بكل ما أمكنهم، فإن الله يخذلهم، وما النصر إلا من عند الله، إن تنصروا الله ينصركم، وأنتم الأعلون والله معكم.

line-bottom