إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
احتفال التحفيظ مع كلمة الشيخ
3243 مشاهدة
احتفال التحفيظ مع كلمة الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
استمعنا إلى قراءة هؤلاء الشباب وإلى ما أتحفونا به من سماع هذه الآيات البينات، وكذلك ما سمعنا من أخبارهم، ومن حيازتهم لما حازوه من الخير والسبق والفضل؛ وذلك مما يبشر بخير، وذلك مما يُهَنَّأُ به أولياء أمورهم، ويدعى لهم بالصلاح والاستقامة.
ولا شك أيها الإخوة، أن تعلم القرآن وحفظه واستظهاره وتعلم معانيه من واجبات الأمة، ومن فروض الكفاية، ومن آثار الشرف والفضل؛ فإن حامل القرآن يحوز فضلا كبيرًا، ورد من فضله: تقديمه للإمامة بالصلاة في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ؛ فضله وجعله إماما في أعظم-أو في أشرف- العبادات البدنية وهي الصلاة، أنه يؤمهم ولو كان صغيرًا؛ يعني قد كُلف.