تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
حقيقة الحجاب والغيرة على الأعراض
8356 مشاهدة
تعريف الحجاب

المراد بالحجاب احتجاب المرأة عمن ليس بمحرم لها، أي تسترها وسترها لنفسها، وحجبها لزينتها، ومنعها من أن تبرز أو يراها من ليس بمحرم لها، هذه هي حقيقة الحجاب.
* واشتقاقه من قولهم: حجب الشيء أي ستره. ومنه قوله تعالى: جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا .
* وقد حكى الله تعالى عن الكفار أنهم قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم: وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ وإن كان هذا حجابا معنويا أي: لا يصل إلينا كلامك ووعظك وإرشادك.
* والحجاب الذي نحن بصدده: هو ستر المرأة لزينتهما وجمالها عمن ليس بمحرم لها، ويكون ذلك بستر المرأة بجلبابها وخمارها وثيابها التي تتجلبب بها وتلبسها حتى لا يبدو منها ما يكون فتنة.
* وسبب ذلك -والله أعلم- أن المرأة فتنة للرجل، كما أن الرجال فتنة للنساء.
* لذلك أمرت المرأة أن تحتجب وتختفي وتَقَرَّ في بيتها؛ حتى لا يراها من يفتتن بها، ولا ترى من تفتتن به.