إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
189250 مشاهدة
حرمة الربا بين المسلمين مطلقا

ويحرم الربا بين المسلمين مطلقا بدار إسلام أو حرب لما تقدم.


كذلك أيضا يحرم الربا بين المسلمين حتى في دار الحرب؛ دار الحرب يعني إذا كنا مثلا غزاة في بلاد بيننا وبين أهلها حرب فهل يبيح ذلك كوننا في بلادهم أن نتعامل معهم أو نتعامل بيننا بالربا؟ لا يبيح ذلك؛ لأن الأدلة عامة في أن الربا محرم وإذا كان محرما فليس لأحد أن يستحل ما حرم الله بهذه الشبهة، فكوننا في بلادهم لا نخرج بذلك عما أمرنا الله تعالى به، إنما الذي أباحه الله لنا أن نقاتلهم قتالا علنيا، فأما تعاملنا معهم فكأنه تعامل سلم فنتعامل معهم بالأمانة، وكذلك إذا تعاملنا في بلادهم فيما بيننا في بلاد الحرب فليس للمسلمين أن يتعاملوا بالربا حتى ولو كانوا بين الكفار المحاربين. نعم.