شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
طلب العلم وفضل العلماء
12274 مشاهدة
اغتنام الوقت في طلب العلم

إذا عرفنا أنَّا مطالبون أن نتعلم ما ينفعنا، فإن علينا أن نغتنم الأوقات قبل أن تتغير الأحوال.
فمثلا الأولاد ذكورا أو إناثا ما داموا في سن الشباب، وقد تفرغوا، وقد كُفُوا المؤونة، ويسر الله لهم الوالدين اللذين يكفونهم حوائجهم ويفرغونهم للتعليم، فعليهم أن ينتهزوا الفرصة وأن يتعلموا.
ومجال العلم واسع، سواء ما تعلمه من أفواه المشايخ والعلماء، أو من الحلقات التي تقام في المساجد، أو نحوها، ومن الدروس التي تقام في المراكز الصيفية، أو من الأسئلة والأجوبة، بأن يسألوا ويستفسروا أهل العلم عملا بقوله تعالي: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ .
ينتهز الشاب هذه الفرصة قبل أن تتغير حاله؛ فإنه بعد سنوات ربما يحتاج إلى نفسه، عندما ينفرد، ويكلف أن يكسب رزقه ومعيشته بنفسه، يشق عليه بعد ذلك التفرغ والتعلم، ويقع في حرج ومشقة، فمتى يتعلم وقد فات الأوان؟! فما أحسنها من فرصة مهيأة للشاب الذي كفي المؤونة ويسرت له الأسباب.
في أزمنتنا هذه بحمد الله الأسباب ميسرة، الأسباب العامة والأسباب الخاصة، ومن الأسباب العامة أن الله -تعالى- أعطى الإنسان العقل والفهم والذكاء والإدراك والسمع والبصر، وامتن عليه بذلك في قوله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فامتن عليه بأنه وإن أخرجه جاهلا فقد منَّ عليه بالسمع والبصر والفؤاد: فبالسمع يستمع إلى النصائح والمسائل التي تنفعه، والبصر يقرأ في الكتب وينظر في آيات الله، وبالفؤاد يتعقل ويتفقه ويتفكر فيما حفظه فيكتسب بذلك علما.
كما أن سن الشباب هو وقت الذكاء ووقت الحفظ ووقت بقاء المعلومات؛ ولأجل ذلك يقول بعضهم: إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وهذا مثل مطابق؛ وذلك لأن الصغير متفرغ القلب، وعادة الصغير يكون قلبه متفتحا، مقبلا على ما يسمعه، وما قرع سمعه وقر في قلبه وبقي في ذاكرته مدة وبرهة طويلة، فينتفع ببقاء هذه المعلومات.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن الله -تعالى- يسر لنا في هذه البلاد هذه الدولة التي قد كفتنا المؤونة ويسرت لنا الأسباب التي نتحصل بها على طلب العلم، فمن ذلك ما فتح من المدارس ومن المعاهد، ومن الكليات ومن الجامعات التي تحتوي على علوم نافعة. ولا تخلو جامعة أو كلية أو مدرسة أو معهد من علوم نافعة، وعلوم مكملة، فإذن كل يلتحق بما يلائمه وما يميل إليه، يقرأ ويتعلم مجانا دون أن يؤخذ عليه أجرة تعليم ونحوها، وتبذل له الوسائل كلها، المعلمون يبذلون له العلم دون مقابل، والكتب والمقررات تعطى له وتصرف له أيضا بدون قيمة، وما أشبه ذلك، فهذه أيضا من النعم التي يجب أن تغتنم.
ومن الأسباب والوسائل أن هناك كثير من العلماء قد بذلوا الكثير من أوقاتهم في بذل العلم والتعليم، سواء في الليل أو في النهار، فأقاموا حلقات في بيوتهم، أو في المساجد القريبة من بيوتهم، وفتحوا المجال لمن يريد أن يتزود ويتنور.
فما بقي على المسلم إلا أن يهتم بهذا الأمر وأن ينفذ همته ونيته، فإذا نفذها رجي أن يحصل بذلك على علم نافع مفيد.