لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
حوار رمضاني
18262 مشاهدة
شهر رمضان لدى الكثير شهر أكل وشرب وسهر

وسئل -حفظه الله- أنه:
استحال شهر رمضان لدى الكثير إلى شهر أكل وشرب وسهر.. فما توجيه فضيلتكم بهذا الشأن؟
فأجاب: الذي يفعل ذلك يقع في خطأ؛ لأن شهر رمضان شهر العبادة ومن الأسباب التي جعلته شهرا للعبادة والنور، أن فيه مضاعفة الأعمال الصالحة، وفيه فرضية الصيام وسنية القيام، والحث على قراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء، وهي الأسباب التي تكون سببا في العتق من النار.
أما الذين يتخذون شهر رمضان موسما لكثرة المأكل والمشرب فما قدروا هذا الشهر حق قدره، صحيح أن الناس إذا أقبل رمضان أقبلوا على شراء الكثير من الأنواع المتنوعة من اللحوم، والمآكل والمشارب، والخضروات والأطعمة والفواكه، فإذا جاء وقت الإفطار نجدهم قد حشدوا كل هذه الأنواع على الموائد، ويكثرون من الأكل طوال الليل؛ فهؤلاء يحولون شهر رمضان إلى شهر شهوات، شهر مآكل، وهذا خلاف ما جعل عليه وما شرع لأجله.
فالسلف -رحمة الله عليهم- كانوا يفطرون على لقمة من الطعام، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أفطر يفطر على رطبات قليلة، فإن لم يجدها فعلى تمرات، فإن لم يجدها فعلى حسوات من الماء يعني جرعات من الماء، ثم يخرج إلى الصلاة.
أما الأكل بعد ذلك فهو قليل كالأسودين التمر والماء، وهذا هو الذي يُؤثر؛ لأنه كلما كان تأثير الصيام في الصائم بالجوع والعطش أشد كان أرق لقلبه وأقبل لدعائه، أي أقرب إلى أنه يُقبل منه.
ونحن ننصح المسلم ألا يجعل شهر رمضان الكريم شهر الشهوات، وأن يقتصر على ما يسد رمقه، وألا يخل بشيء من الأعمال التي يعملها.
ولقد ورد في كثرة الأكل آثار تدل على كراهيتها، ففي الحديث: لا تأكلوا كثيرًا، فتشربوا كثيرا، فتناموا كثيرا، فتحرموا كثيرا .
فلا شك أن الذين عودوا أنفسهم على كثرة الأكل طوال الليل، ثم كثرة النوم طوال النهار، فيكون الليل للأكل والنهار للنوم، لم يبق لديهم إلا مجرد الإمساك؛ فهؤلاء لا يتأثرون بفضل شهر رمضان ولا يستغلونه، وهذا خلاف ما شرع عليه.
فننصح كل مسلم أن يقلل من ذلك، وأن يقتصر على حاجته، وأن يجعل لنفسه شيئا يرققها بالليل والنهار من الجوع والعطش، وأن يجهد نفسه في عبادة الله ليحظى بالفضل في هذا الشهر.