الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
تابع لمعة الاعتقاد
54260 مشاهدة
قصة ملك الموت مع موسى

...............................................................................


يقول: ومن ذلك: قصة ملك الموت. ذكر في الحديث: أن ملك الموت جاء إلى موسى ليقبض روحه، فلطمه موسى وفقأ عينه، فرجع إلى ربه، وقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فرد الله عليه عينه، ثم قال له: ارجع إليه، وقل له: يضع يده على جلد ثور، وله بكل شعرة تسترها يده سنة يعني: أن يعيش بعدد هذا الشعر؛ ولو بلغ مائة ألف فقال موسى ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. فقال: فالآن. فسأل ربه أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مر بقبره فرآه يصلى في قبره ؛ ومع ذلك أيضا عرج به إلى السماء ورآه أيضا في السماء، فرأى جسده، ورأى روحه. فدل على أن الأرواح بخفتها تعرج إلى ما شاء الله تعالى.
ذكر بعض الشراح أنه لما رأى ملك الموت في صورة إنسان ظن أنه مختلس، أو أنه سارق، أو أنه دخل خلسة بدون إذن، ظن أنه إنسان، والإنسان إذا دخل عليك بيتك فلك أن تفقأ عينه، لك أن تضربه أو ترميه بحجر أو نحوه، إذا اطَّلع في بيتك بدون إذنك، يقول عليه السلام: من اطلع في بيت قوم ففقأوا عينه فلا حرج أو لا شيء عليهم فيمكن أنه ظن، أنه متلصص، فلطمه وفقأ عينه؛ لأنه بدا له في صورة إنسان.