الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
محاضرة في جامع حطين
11469 مشاهدة print word pdf
line-top
العمل بدعوة الأنبياء

كذلك إذا قبلنا هذه الدعوة فإن علينا أن نحققها وأن نعمل بها ، فإنها دعوتنا يعني الرسل دعوا أممهم، ونبينا صلى اللَّه عليه وسلم دعا أمته جميعا، وأمته كل الناس على وجه الأرض ، واختص صلى اللَّه عليه وسلم بأن دعوته عامة لجميع البشر العرب والعجم .
وكذلك أيضاً اختص بأنها باقية إلى قيام الساعة ، وأن كل الخلق عليهم أن يتقبلوها فكل فرد من جنس بني آدم عليه أن يقبلها وعليه أن يعمل بها ، فإذا قرأنا قول اللَّه تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ نقوله لكل واحد كل فرد من أفراد العالم إذا أتيته فإنك تقول له اعبد اللَّه اعبد الله مخلصاً له الدين ، وتقرأ عليه قول اللَّه تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ .
أي كل الناس أمروا بأن يعبدوا اللَّه وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين على اللَّه معرضين عما سواه، إذا كانوا كذلك فإنهم ممن قبل هذه الدعوة ويعتبرون من أهل هذا الدين ومن أهل هذا التوحيد ، وإذا ردوها أو عبدوا أهواءهم أو عبدوا دنياهم أو عبدوا شهواتهم أو عبدوا رؤساءهم وأكابرهم وأطاعوهم في معصية الله تعالى أو عظموا المخلوقين أو عظموا الأوثان والأموات والقبور ونحوها لم يكونوا متبعين لم يكونوا مصدقين بهذه الدعوة بل يكونون مخالفين لها فلا يكونون من أهل هذه الدعوة .

line-bottom