إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
محاضرة في بدر بعنوان: وصايا عامة
13265 مشاهدة print word pdf
line-top
الحالة الرابعة: المتابعة

وما بقي إلا المتابعة التي هي متابعة الإمام كما ذكرنا بحيث إنه لا يكبر للتحريم حتى يسمع الإمام قد فرغ من قوله: الله أكبر، وكذلك لا ينحني بالركوع حتى يفرغ الإمام من الانحناء ومن تكبيرته فيتبعه ويقول: الله أكبر وينحني وهكذا أيضا يثبت في ركوعه لا يتحرك حتى يرفع الإمام ويفرغ من قول: سمع الله لمن حمده ويتم قيامه فيرفع المأمومون بعده وهكذا يقفون قياما حتى ينحني الإمام ويصل إلى الأرض ساجدا ويفرغ من تكبيرته ثم يتبعونه وهكذا في الرفع من السجود فهذه هي المتابعة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: إنما جعل الإمام ليؤتم به أي ليقتدى به في صلاته ولا شك أن الإمام عليه ملاحظة المأمومين فلا يزيد في المشقة عليهم لا في التأخر ولا في التقدم بل يراعيهم ويراقبهم فإنهم متعلقون به.
ونقول: على المصلين أن يلاحظوا ما تتم به صلاتهم ويضاعف لهم به الأجر إذا اقتدوا بإمامهم.

line-bottom