الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
لقاء إدارة التعليم
8728 مشاهدة print word pdf
line-top
ثمرة العلم العمل

ولكن يبقى علينا العمل بالعلم الذي هو ثمرته، فإن ثمرة العلم العمل كما قال ذلك كثير من العلماء.
وللخطيب البغدادي -رحمه الله- رسالة مطبوعة بعنوان: اقتضاء العلم العمل، يعني: أن العلم الصحيح يقتضي أن يعمل به من حمله، ويمتنع أن يحمله ثم لا يعمل به؛ فإنه يكون وبالا عليه، وحجة عليه، ويكون عذابه أشد مما لو كان جاهلا؛ فإنه لو كان جاهلا لكان معه نوع عذر، وإن كان غير معذور إذا تيسرت له وسائل التعلم، ولكن كونه يتعلم، ثم يعلم، ثم يفقه، ولكن مع ذلك يتأخر عنه العمل، فإن ذلك يسبب شدة المسئولية عليه، حيث علم ولم يعمل.
رُوِيَ في بعض الأحاديث أن فسقة العلماء يعذبون قبل عبدة الأوثان، فإذا قالوا: كيف نعذب قبل الكفار ؟ فيقال: ليس من يعلم كمن لا يعلم، يعني: أنتم تحملتم العلم، ثم عصيتم الله على بصيرة، وتركتم العمل به، وخالفتم الأدلة التي تعلمونها، والتي تعرفونها، ولم تطبقوا ما تعلمونه، أو ما تعلمتموه، فكانت الملومة والمسئولية، عليكم أكبر، هكذا ليس من يعلم كمن لا يعلم، وفي البيت المشهور الذي أنشده ابن القيم وقبله شيخ الإسلام قوله:
فإن كنت لا تـدري فتلك مصيبـة
وإن كنت تـدري فالمصيبـة أعظـم

فالخطاب مع من يخالف ما يقوله، أو ما يعرفه، وما يعلمه يعمل بخلاف ما يعلمه، فإن الخطاب معه أن يقال: إذا كنت تدري، ومع ذلك تخالف ما تقوله، فإنك أعظم عقوبة، وأعظم مصيبة، وأعظم مسئولية، حيث أنك تعلمت، ولم تطبق ما تعلمته.

line-bottom