إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
القمار
27024 مشاهدة print word pdf
line-top
القمار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا للعبادة ونفذ فينا أمره ومراده، وأشكره وأرجو منه الفضل والزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، أما بعد:
فقد كنت ألقيت في بعض المساجد محاضرة عن القمار والميسر لبعض المناسبات، ولم أكن قد أعددت لها تحضيرا أو مراجعة، وإنما قلتها ارتجالا، وقد سُجلت في ذلك الوقت، ثم قام بعض الإخوان بتفريغها في هذه الأوراق، وكتبها على ما بها من نقص وخلل وعدم تنسيق، وذلك لظهور المعنى المطلوب الذي هو التحذير من هذا الكسب الحرام وإقامة الأدلة على المنع منه، وذكر أمثلة مما يلحق به من أنواع الحيل لكسب المال، وإن سميت بأسماء أخرى لأجل ترغيب الجمهور في الانكباب عليها للكسب من ورائهم أموالا طائلة.
ونحن إذ نأذن في نشر هذه الصفحات نأمل من كل مسلم أن يبتعد عن المكاسب المحرمة أو المشتبهة، وأن يقنع بما رزقه الله، ففي الحلال غُنية عن الحرام، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ونحن نعرف أن أهل الدعايات المزيفة وأهل المسابقات والجوائز والبطاقات ونحوها ما قصدوا نفع جماهير المواطنين، وإنما أرادوا الكسب من ورائهم واجتذابهم والإقبال على معاملتهم، وحرمان الآخرين الذين لم يعملوا تلك المسابقات؛ حتى تكسد بضائعهم وتنهار تجاراتهم فينفعون أنفسهم ويضرون إخوانهم، ولو قنعوا بما رزقهم الله واقتصروا على الأسباب المباحة لحصلت لهم الكفاية وأتاهم ما قدر الله لهم وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3] اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وقنعنا بما رزقتنا، وبارك لنا فيه، واخلف علينا كل فائت بخير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
21 \ 7 \ 1414 هـ

line-bottom