اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الكلمة الأسبوعية
line-top
1501 مشاهدة print word pdf
وماذا بعد الحج؟

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد...

فقد من الله تعالى على المسلمين في هذا الشهر بالتوفيق للأعمال الصالحة، وبالأخص الذين أعانهم الله وأدوا مناسك الحج، وأقاموا شعائره وأحرموا لله تعالى، ودخلوا فجاج مكة المكرمة، ووقفوا في المشاعر خاضعين خاشعين، وطافوا بالبيت العتيق وبالصفا والمروة، وحلقوا رؤوسهم خاضعين لرب العالمين، وهان عليهم ما دفعوه من المال في هذه المناسبة، وذلك فضل الله تفضل به عليهم بهدايتهم للإسلام والإيمان، والعقيدة الصحيحة السليمة، وإعانتهم على التوجه إلى تلك البقعة المباركة، واستجابتهم لدعوة الله تعالى لتعظيم شعائره، حتى أنهوا أعمالهم وقضوا مناسكهم وذكروا ربهم وأطاعوه، وحمدوا ربهم على أن أعانهم، حتى رجعوا إلى أهليهم وبلادهم سالمين غانمين، يحتسبون الأجر فيما أنفقوه وصرفوه من الأموال، وفيما نالهم من التعب والنصب والمشقة التي نالتهم، يعلمون أن الأجر على قدر النصب.

فهكذا يحتسب المؤمن المخلص عمله هذا ويرجو أن الله تعالى يغفر له ذنبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، تحقيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من حج هذا البيت فلم يفسق ولم يرفث خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والفضة.

line-bottom