لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
الكلمة الأسبوعية
line-top
1619 مشاهدة print word pdf
تشريف مكة وتحريمها لأنها محل بيت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لما أن الله شرفها أن جعلها محل بيته الذي أمر بتطهيره. أمر بذلك إسماعيل وأباه في قوله تعالى: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وقال في سورة الحج: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ فشرفت مكة بهذا البيت .

ولما شرفت به جعلت مكة كلها ذات شرف، وجعلت حرما؛ أي لها حرمة ليست لغيرها، وجعلت آمنة سماها الله تعالى آمنة في قوله تعالى: وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ؛ يعني الذي يأمن أهله. فلما كان كذلك عرف بذلك فضيلته، فيبدأ الحاج عمله بطواف القدوم، ويختم الحاج عمله بطواف الوداع؛ حتى يعرف بذلك مكانة هذا البيت .

الطواف معروف أنه لا يكون أقل من سبعة أشواط. يبدأ من الحجر يحاذي الحجر بكل بدنه، ثم يدور عليه، فكلما حاذى الحجر عد ذلك شوطا إلى أن يتم سبعة أشواط. وليس محاذاته ركوب الخط الأسود الممتد إلى جهة الشرق والجنوب، بل إذا قرب منه. فلو كبر قبل أن يصل الخط بمتر أو مترين، أو بعدما يتجاوزه بمتر أو مترين؛ صدق عليه أنه حاذاه؛ وذلك لأن الحجر ظاهر يعني علَنا أنه قد يحاذيه، وليس شرطا أن يكون على ذلك الخط الدقيق الذي لا يزيد مثلا عن عشرة سنتيمتر أو عشرين سنتيمترا، فهكذا يكون الطواف.

قد عرفنا أن الطواف بالبيت عبادة شريفة عبادة ذات شرف، وأن الإنسان يقصد بطوافه عبادة الله تعالى؛ بمعنى أنه يعرف أن هذا الطواف تعظيم لله، ليس هو عبادة للبيت الذي هو طين وحجارة ونحوها، وإنما هو عبادة لله تعالى؛ ولهذا قال: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . تعظيم البيت تعظيم لله تعالى وليس لعبادة البيت فالذين يعظمون البيت يعتقدون أن البيت هو الذي يعظم قد وقعوا في الشرك أو في مقدماته.

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالبيت فقد كانوا يقولون: والكعبة فقال: لا تقولوا: والكعبة وقولوا: ورب الكعبة إذا حلفتم فقولوا: ورب الكعبة .

line-bottom