الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
مقالات
line-top
4548 مشاهدة print word pdf
الشيشان

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، وبعد...
فلا يخفى ما وقع هذه الأيام القريبة على جمهوريتي الشيشان وداغستان من الاعتداء الشيوعي، وما حصل من آثاره من قتل وتشريد وهدم وأضرار فادحة؛ نتج من آثارها موت وإتلاف للممتلكات بسبب كونهم مسلمين مؤمنين بالله -تعالى- وهذه الاعتداءات تسوء كل مسلم ويحزن لها كل مؤمن؛ وذلك مما يوجب على أهل الإسلام الاهتمام بأمر إخوانهم المسلمين والحرص على تخفيف آلامهم وجبر مصابهم، فقد ورد في الحديث: أن المؤمنين يد واحدة تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم ؛ ومعنى كونهم يدا واحدة أن الإسلام يجمعهم وبذلك يساعد بعضهم بعضا، ويتعاونون على ما يكون سببا في نصرهم وتقويتهم ورد كيد أعدائهم، وقد أمر الله -تعالى- بنصر المؤمنين في كل مكان، كما في قوله -تعالى- وَإِِنْ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ وأخبر بتولي المؤمنين لإخوانهم، فقال -تعالى- وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
ولا شك أن هذه الولاية يكون من آثارها التناصر والتعاون، وبذل كل المستطاع في نصر الإسلام وأهله وإعلاء كلمة الله، وهذا دأب المسلمين في كل زمان ومكان؛ لما بينهم من الأخوة الإيمانية التي تقتضي المحبة والشفقة، حتى مثلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجسد الواحد في قوله: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وفي رواية: إذا اشتكى عينه اشتكى كله، وإذا اشتكى رأسه اشتكى كله .
فالمؤمنون في كل مكان يعين بعضهم بعضا، ويقوي بعضهم بعضا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه .
ومن هذه الأدلة يجب على المسلمين:
أولًا: الدعاء لإخوانهم في تلك البلاد بالنصر والتمكين والتأييد ورد كيد الكائدين،
ويجب ثانيًا:- إمدادهم بالأسلحة والقوة الحسية التي يكافحون بها ويقاتلون من قاتلهم،
ويجب ثالثًا:- تقويتهم بالأموال؛ فهم بأمس الحاجة إلى القوت والغذاء والكسوة، وكل ما يتقوون به ويدفعون به آلام الجهد والضرر ويعالجون من أصيب منهم بجراح أو آلام، ولا شك أن الجهاد بالمال مما يثاب عليه، وقد قدمه الله على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة، كقوله -تعالى- انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وقوله -تعالى- تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وقال -صلى الله عليه وسلم- جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم وفي الحديث الآخر: من جهز غازيا فقد غزى
فعلى المسلمين أن يهتموا بأمر إخوانهم؛ فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، نسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وينصر المجاهدين في كل مكان، ويثبت أقدامهم، ويسدد سهامهم، ويكبت الأعداء، ويرد كيدهم في نحورهم، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom