شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
54146 مشاهدة
ادعاء بعض الفرق الضالة أنها من أهل السنة

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله.
.. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وسلم.
دائما تكون الوصية بالتمسك بالكتاب والسنة، والتمسك بعقيدة أهل السنة، ومع ذلك فإن كل طائفة تدعي التمسك، وكل طائفة تدعي الاتباع، ولكن المرجع حقا إلى الدليل الواضح، فإن أهل البدع كالمعتزلة ونحوهم يدعون أنهم أهل السنة، ويدعون أن الكتاب والسنة دليل على ما يقولون، وأنهم متمسكون بالكتاب ومتمسكون بالسنة، ويستدلون بآيات من القرآن على بدعهم، وإذا جاءتهم الآيات التي تخالف نحلتهم حرفوها وصرفوها عن مدلولها، وحرصوا على صرفها.
ولا شك أن هؤلاء بعيدون من السنة وبعيدون من الكتاب، وكذلك بقية المبتدعة ولو تسموا بأنهم أهل السنة؛ فإذاً معلوم أن دلالة الكتاب والسنة دلالة واضحة، وأن الآيات التي يستدل بها أهل السنة متضافرة ومتواردة على ما يريدون، وكذلك الأحاديث الصحيحة واضحة الدلالة لا خفاء فيها، فعلى هذا لا يقبل كل من يدعي أنه من أهل السنة، بل يطالب بالدليل، فإذا ادعى مثلا بدعة يتمسك بها طولب بالدليل عليها، ثم إذا لم يكن عنده دليل يرد عليه ما يقوله، ويبين أنه مبتدع، وهكذا يقال في كل مبتدع ولو كانت البدع خفيفة أو مغلظة.
أما أهل السنة حقا فلا يوجد أنهم خالفوا دليلا واضحا لا آية ولا كتابا، بل سيرهم مع الأدلة، وتمسكهم بها، ولو خالفهم من خالفهم من الناس، ولو خالفهم ولو خالفوا العقول -كما يقال- أو أفهام كثير من الناس، لا يعبئون بمن يخالفهم، ولا عبرة لمن خالف الدليل ولو ادعى أنه على عقل، وأنه متمسك بالعقل، لا عبرة لمن قال فيما يقول.
والحاصل أن أهل السنة هم الذين يعملون بالأدلة السمعية النقلية الصحيحة الصريحة، ويتواصون بالتمسك بها، ولا يعبئون بما يقال أنكم خالفتم المعقول، وأنكم عملتم بخلاف الأفهام، وأنكم خالفتم الجماهير، وأنكم وأنكم، لا يقال ذلك ما دام أن أسوتهم سلف الأمة، ودليلهم الكتاب والسنة يعني الدلالة الصريحة.
ولأجل ذلك في القرون المتأخرة كثرت البدع، وكثر تشعب الأمة، وصار أهل الحق قلة قليلة وطائفة محصورة، وصار الأكثرون مخالفين لهذا الحق ولهذه الطائفة؛ ومع ذلك لم يزالوا متشددين ومتمسكين بما هم عليه حتى يصدق عليهم الحديث: لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى والآن نستمع إلى كلام شيخ الإسلام.