القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
جمل رفيعة حول كمال الشريعة
10262 مشاهدة
الخاتمة

وبعد أن ذكرنا ما تقدم من تعريف إجمالي فإننا نتواصى مع كل مسلم مؤمن أن يطبق تعاليم الشريعة فيما بينه وبين ربه -تعالى- بإخلاص العبادة لله وحده، وبطاعته واتباع ما جاء في القرآن وما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من العبادات، فيتمثل الأوامر ويبتعد عن الزواجر، وهكذا فيما بينه وبين عباد الله -تعالى- من قريب وبعيد، وذلك بالبر والصلة، والنصح والصدق، والوفاء والإخاء، والمودة والإخلاص وصفاء النفس، والأمر بالخير والترغيب فيه، والزجر عن الشر والتحذير منه، ونحو ذلك مما جاءت به الشريعة السمحاء، وهكذا يُكب على تعلم العلم الصحيح من مصادره التي هي القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام السلف الصالح الذين هم ينابيع العلم، فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، وقد نفع الله -تعالى- بعلومهم ورزقهم الفهم في الشريعة والعلم بأهدافها، وقد وفق الله -تعالى- علماء الأمة وأئمتها للاحتفاظ بمصادر العلم وتدوينها حتى ورثها من بعدهم، فأصبحت مرجعا للأمة بعدهم، فنوصي بالانكباب على تلك المصادر، والاهتمام بها حفظا وتعقلا وعملا وتطبيقا، فبذلك ينفع الله -تعالى- من أراد به خيرا.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه/
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين