لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
القمار
11447 مشاهدة
المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أما بعد .
فإن من رحمة الله تعالى بعباده أن رضي لهم الإسلام الذي تضمن كل ما فيه مصلحة العباد في المعاش وفي المعاد، فقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3] ولم تكن تعاليم الإسلام التي شرعها الله -عز وجل- خاصة بالعبادات المحضة والقربات التي يتقرب بها إلى الله، بل إنه عام لكل ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة الدنيا، بما في ذلك المعاملات التي تكون بين العبد وبين أخيه، وبين العبد وبين ربه.
فإذا تأملنا هذه التعاليم السماوية وجدناها كفيلة بمصالح العباد والتمكين لهم، فكلما تمسكوا بها كانت لهم العزة والغلبة، وكلما تقاعسوا في تطبيقها، وأخلوا بشيء منها كان ذلك سببا في ذلهم وهوانهم، وتسلط أعدائهم عليهم!
وهذه سنة الله في خلقه، وذلك كله دليل على اشتمال هذا الدين على المصالح التي فيها النصر والعزة والظفر.
فإذا ما عرفنا ذلك امتثلناه بأنفسنا، وطبقناه على أولادنا، وحذرنا أولادنا عن كل ما يخالفه، وكذلك حذرنا إخواننا المسلمين، وأمرناهم بأن يتعاملوا بما هو مباح ويبتعدوا عما هو حرام.
أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.