اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
46312 مشاهدة
20- منع الزوجة من رد السلام بالهاتف

المشكلة:
هل يجوز للرجل أن يمنع زوجته من رد السلام بالهاتف ؟
الحل:
يمنعها عند الخوف من الوقوع في محذور، وذلك بوجود أمارات وأسباب يخاف معها من التمادي في المكالمات والمعاكسات التي توقع في الحرام أو تقرب منه، ويعرف ذلك بقلة الأمانة، أو بمحبة البروز، أو بكثرة المخالطة، أو بضعف الوازع الديني، أو بكثرة الفسقة وغلبتهم على المكان، فإن أكثر أهل المكالمات في هذا الزمان هم من أهل الفواحش الذين يتصلون بالمنازل عند غيبة الرجل، فمتى خاطبتهم المرأة فتحوا باب المِزاح وامتد بهم الأمر إلى تحديد المواعيد والاتصال بعد ذلك، ففي هذه الحال يمنع الرجل المرأة من رفع السماعة أصلا، فإن عرف منها الصلاح والثقة والديانة والبعد عن الميل إلى الفواحش فلا يمنعها من الاتصال الهاتفي بأهلها أو صواحباتها، ومن رد السلام، والمكالمة بقدر الحاجة، والله أعلم.