الفصل الأول في فضل الوضوء

اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: { إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء } متفق عليه البخاري (136) ومسلم (246). عن أبي هريرة ومعناه أن هذه الأمة تعرف يوم القيامة من بين سائر الأمم ببياض الوجوه والأيدي والأرجل من آثار الوضوء، فالغرة بياض الوجه والتحجيل بياض اليدين والرجلين، وروى مسلم برقم (234). عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- { ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة } ولمسلم برقم (244). عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: { إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء } . وذكر مثل ذلك في غسل يديه ورجليه، قال: { حتى يخرج نقيا من الذنوب } وعن عثمان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: { من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره } مسلم (245). إلى غير ذلك من الأدلة على فضله. وذلك لأنه امتثال لأمر الله -تعالى- بقوله: { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } الآية، ثم إن فيه النظافة وإزالة الأقذار والوسخ الظاهر الذي يعلق هذه الأعضاء، وهي أبرز ما يظهر من الإنسان، وفيه أيضا التنشيط والتقوية للبدن، فإن كل إنسان عادة يحس بنشاط وقوة وسرور بعد الطهارة الصغرى أو الكبرى؛ فلذلك ورد في الشرع الترغيب فيه، واستحب الاستمرار عليه حتى عند النوم، قال البخاري -رحمه الله تعالى- باب فضل من بات على وضوء ثم روى حديث البراء بن عازب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: { إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن } البخاري (247). إلخ.