خاتمة

نسأله سبحانه أن يوزعنا شكر نعمه, وأن يدفع عنا نقمه، نسأله أن يحفظ علينا أسماعنا وأبصارنا وجوارحنا وقلوبنا وألسنتنا، نسأله أن يصلح نياتنا وذرياتنا, وأن يصلح أولادنا ونساءنا, وأن يجعلهم هداة مهتدين, وأن يرزقهم التمسك بالدين, وأن يحفظ نساء المسلمين عموما عن التبرج والتكشف, وعن السعي في الفساد أو التعرض للفساد, كما نسأله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويصلح أحوال المسلمين, ويصلح أئمتهم وولاة أمورهم ويجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون, والله أعلم, وصلى الله على محمد جزى الله فضيلة الشيخ -سماحة الشيخ- خير الجزاء على هذا البيان الشافي في كيفية تربية الأسرة المسلمة, ونسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم جمعيا أيها الأحبة ممن يستمع القول فيتبع أحسنه { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } والآن أيها الأخوة جاء دور الأسئلة: س: فضيلة الشيخ -أطال الله في عمرك- ما رأي فضيلتكم في العمليات الانتحارية التي ينفذها المجاهدون في فلسطين هل هذا العمل جائز شرعا؟ سألنا بعض المواطنين هناك في فلسطين وتأكدنا أنهم ما يفعلون ذلك إلا لما يلاقونه من الاضطهاد، أن اليهود يضطهدونهم ويعذبونهم ويؤذونهم وينتهكون حرماتهم؛ فلم يجدوا بدا من هذه العمليات، لا شك أنهم بذلك يسببون ضعفا في هذا العدو, أو يسببون شيئا من الضرر الذي يصل إليه لعله أن يخفف من الألم ومن العذاب إذا رأى كثرة الذين يقتلون منه, أو يجرحون أو ونحو ذلك. ثم قد يستدل على ذلك في أفعال الصحابة ونحوهم في قصة أحد لما أن المشركين أخذوا يلحقون النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقتلوه ومن معه، كان معه عشرة من الأنصار, فقال: { من يردهم وله الجنة } تصدى لهم أحد العشرة حتى قتل وهو أعزل يعرف أنه سوف يقتل, ثم الثاني والثالث إلى أن قتل العشرة، كل منهم يفدي بنفسه يقول: أردهم وأشغلهم. لا شك أن هذا دليل على أنه جائز مثل هذا إذا كان فيه إضعاف قوتهم. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ ما رأيكم في المؤسسات الخيرية وخاصة الندوة التي هي قدمت للمحاضرة وتفضلت –جزاها الله خيرا- بسبب حضوركم حيث إن بعض الإخوة يشككون في عمل العاملين عليها, وفي مبادئ هذه المؤسسة الخيرية, ويمنعون من العمل بها وتنفيذ مشاريعها الخيرية؟ هؤلاء الذين يشككون يمكن أنهم من المخذلين ومن .. ومن المنافقين, وممن يكرهون الدعوة، الدعوة إلى الله، لا شك أن المؤسسات الخيرية نفع الله تعالى بها, وأنهم أثروا تأثيرا بليغا في رد كثير من العتاة والعصاة والمعاندين إلى الخير, وفي إسلام كثير من الجاليات والعمالة ونحوهم، سواء الندوة العالمية, أو مؤسسة الحرمين, أو غيرها من المؤسسات التي نفع الله بها فهم يدعون إلى الخير, فكيف مع ذلك ينكر عليهم؟! وكيف يشكك في عملهم؟! هل هم يدعون إلى المعاصي؟! هل هم يدعون إلى الفسوق؟ هل هم يدعون إلى البدع؟! إذا تركناهم ولم نعمل معهم انفردوا وضعفت قوتهم. وبهذه المناسبة نقول: إنهم بحاجة إليكم؛ أن تساعدوهم بالقوة أو تساعدوهم بالمال؛ حتى تكونوا مشاركين في ذلك, فمن كان عنده صدقة, ومن كان عنده تبرع فإن عليه أن يمد يد الصلة لهم ليشاركهم في الأجر. وذكروا أن بعد الانصراف من الصلاة هناك من يجمع التبرعات, فمن جاد بشيء -ولو قليلا- دفعه إلى هؤلاء الشباب الذين يجمعون فإنه مساهم في الدعوة إلى الله. س: جزى الله سماحة الشيخ خير الجزاء، ما رأيكم في الاختلاف المنهجي الحاصل بين أتباع المنهج السلفي وأتباع المنهج الإخواني ؟ الحق واضح -والحمد لله- فكل من كان على الطريقة الإسلامية, فإنه نتبعه أو نشجعه ونحو ذلك, ولا يضر اختلاف المناهج فإن كلا له اجتهاده وله رأيه، فإن الصحابة ومن بعدهم اختلفت مناهجهم, وكذلك المشائخ المعاصرون ومن قبلهم. فمنهم من يقول: أفضل التأليف. فاشتغلوا بالتأليف ونفع الله بهم, ومنهم من قال: أفضل التعليم في الحلقات ونحوها، فنفع الله تعالى بهم في التعليم, ومنهم من قال: أفضل الخطب، أن أتولى الخطب على المنابر. ففعلوا ذلك ونفع الله تعالى بهم. ومنهم من قال: أفضل الدعوة، الدعوة إلى الله في الداخل أو الخارج؛ فتفرغ للدعوة، دعوة الناس إلى الإسلام، دعوة غير المسلمين ودعوة المسلمين إلى السنة، لعقيدة أهل السنة والجماعة, وكذلك أيضا دعوة العصاة إلى التوبة, فنفع الله تعالى بهم سواء كانوا يدعون في بلادهم, أو يدعون خارج البلاد, الذين يرحلون إلى بلاد لأجل التعليم إلى بلاد بعيدة أو قريبة يقصدون بذلك نفع الأمة. قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبعث الدعاة, ويبعث المعلمين، بعث إلى اليمن أولا معاذا داعيا وقاضيا وجابيا وهاديا, ثم بعث بعده عليا لما اتسع المكان ليعلم وليدعو, ثم بعث بعده عمَّارا ثم بعث أبا موسى كل ذلك دعاة. وهكذا أيضا كان يأمر من أرسلهم إلى المشركين بالدعوة, ولا يقاتلهم إلا بعد أن يدعوهم؛ فالدعوة إلى الله تعالى وظيفة الرسل, فلا يجوز الاختلاف عليهم. أما إذا كانوا مبتدعة فينكر عليهم, فإذا كانوا مثلا يدعون إلى الطواف بالقبور, أو التوسل بالأموات, أو يدعون إلى مذهب الرافضة, أو إلى مذهب الصوفية الذين يفضلون الأولياء على الأنبياء, أو يدعون الاستغناء عن الشريعة بالأحوال الباطنية. أو كذلك يدعون إلى شيء من البدع والضلال كالتعطيل أو الجبر, أو البدع العملية كإحياء الموالد, أو الصلوات المبتدعة كصلاة الرغائب ونحوها. فمثل هؤلاء نقول: إنهم مبتدعة. فأما غيرهم فإننا نشجعهم, ونقول: إنكم قد نفع الله تعالى بكم. كذلك أيضا إذا عجز الإنسان قال: أنا لا أستطيع أعلِّم ولا أؤلف, وليس لي قدرة على الأسفار حتى أدعو إلى الله, وليس لي قدرة أيضا على الخطابة, ولا على الدعوة في داخل البلد. نقول له: أصلح نفسك, وأصلح من تحت يدك وبذلك تكون قد بذلت جهدا. س: جزاك الله فضيلة الشيخ خير الجزاء، ... سماحة الشيخ سؤال: نشكو إلى الله ثم إليك -نحن الشباب المقدمين على الزواج- من تشبث أهلنا بالعادات والتقاليد في مسألة عدم النظر للمخطوبة التي جاءت السنة بالحث عليها، فنرجو منكم كلمة توجيهية في هذا, مع ذكر ضوابط النظر والكلام مع المخطوبة؟ صحيح أن هذا من عادات العرب, وإن كان ذلك جائزا، فالشرع أباح أنه ينظر إلى مخطوبته في غير خلوة، لو طلب النظر إليها خرجت إليه ينظر إلى وجهها وإلى شعرها, ينظر إليها مقبلة أو مدبرة لكن إذا كانت تستحي، كثير من الشابات والفتيات قد تمتنع ولو ..ضربت، في هذه الحال يرسل والدته أو أخته لتنظر إليها, وإذا وصفتها له قبل صفتها. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم العادة السيئة مع ذكر عاقبتها في الدنيا والآخرة؟ وما حكم صيام يوم الجمعة ؟ وهل السهر مع الأخيار يجوز, وإن كان في ألعاب السوني؟ ذكر العادة السيئة يعني بذلك الاستمناء، الاستمناء باليد ينهى عنه الشرع والعلماء, وذكروا عليه أدلة، منها: عموم قوله تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } أي من فعل غير ذلك، يعني كالذي ينكح يده يعتبر من العادين. وجاء فيها حديث وإن كان ضعيفا –أو حديثان- في لعن مجموعة ومنهم ناكح يده, وذكر أيضا بعض .. كالذهبي في "الكبائر" الحديث الذي فيه أن رجالا يأتون يوم القيامة, ويأتي يوم القيامة ويده حبلى، الذي كان ينكح يده، والأطباء يذكرون أيضا أن هذا يحدث ضررا في الأجهزة التناسلية ونحو ذلك، وبكل حال هناك من رخص فيها من العلماء الأولين إذا كان هناك ضرورة؛ إذا خشي أن يقع في الزنى أو اللواط, ولم يجد بدا إلا تخفيف شهوته فبعض الشر أهون من بعض. سؤاله الثاني: ما حكم صيام يوم الجمعة؟ يجوز إذا كان يصوم يوما ويفطر يوما، صام الخميس وأفطر الجمعة, صام السبت وأفطر الأحد, صام الاثنين وأفطر الثلاثاء, صام الأربعاء وأفطر الخميس, صام الجمعة وأفطر السبت، يجوز ذلك؛ لأنه ما تعمد صيام الجمعة، النهي عن تخصيص يوم الجمعة. سؤاله الثالث: السهر مع الأخيار. يجوز. هل يجوز وإن كان فيه ألعاب السوني؟ العادة أن الأخيار ينزهون أنفسهم عن اللعب سيما الذي لا فائدة فيه، إذا كان هناك مثلا تمرن وتدرب على السعي، على المسابقة، على المصارعة هذا جائز, وأما اللعب بالأوراق ما يسمى بالبالوت أو الكيرم, أو الألعاب اليدوية التي لا فائدة فيها فمثل هؤلاء ننصح بعدم السهر معهم. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ هذا أيضا في الألعاب يسأل: نرجو من سماحتكم تبيين حكم الألعاب الملهية مثل ما يعرف بالبلاي ستيشن، أو كمبيوتر العائلة حيث يحتوي على أنواع الموسيقى وبعض الصور الحقيقية للنساء العاريات؟ وجزاكم الله خيرا. ننصحه بالابتعاد عن مثل ذلك، ننصح عن مثل الألعاب الباطلة, كذلك الصور الفاتنة, يعني سواء كانت في صحف أو في أفلام أو ما أشبه ذلك لا شك أنها من أسباب إضاعة الوقت, ومن أسباب الفتنة. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ رجل يقول: لم أزك منذ عشر سنين, فماذا عليه الآن ؟ عليه أن يحصي ماله ويزكيه عن السنوات الماضية, فينظر كم كان عنده في السنة الأولى, ثم ينظر كم في السنة الثانية ولا تبرأ ذمته إلا بإخراج السنوات كلها؛ زكاة السنوات العشر. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ نشهد الله أنا نحبكم في الله، سؤالي: ما هي أفضل طريقة لاغتنام الأوقات؟ وأرجو أن تنصح أولياء الأمور الذين يجلبون الدش, ومع ذكر بعض القصص التي حدثت بسبب جلب الدش, وذكر عاقبته وجزاكم الله خيرا. سؤاله الأول: أولا: إن شاء الله أننا جميعا نحبكم, ونرجو أن نكون من المتحابين في الله. ثانيا: اغتنام الأوقات، اغتنامها هو استغلالها وعدم إضاعتها بأن ينظم أوقاته فبعد صلاة الفجر يجعل له وردا التسبيح والتحميد والتكبير وما ورد في ذلك، ساعة أو ساعتين أو نحو ذلك, وقراءة القرآن, وبعد ذلك يتناول الطعام ثم يذهب إلى عمله, أو إلى متجره أو نحو ذلك. وبعد ذلك في وسط النهار له أن يريح نفسه في وسط النهار في القيلولة أو بين الظهرين يريح نفسه، كذلك أيضا إذا كان له أشغال يريد قضاءها, وحوائج يريد شراءها تكون بعد العصر, وله مع ذلك أيضا أن يحفظ وقته بعد العصر، يستغله في قراءة, أو تعلم علم, أو خلوة مع أولاده يربيهم ويعلمهم. بعد المغرب ينظم وقته لا بد أن هناك زيارات لبعض الأصدقاء, أو استزارات أو استضافات أو نحو ذلك, وعادة أيضا بعد العشاء ساعة أو نحوها، لكن في هذه الأوقات يحرص على أن تكون مجالس علم لا مجالس قيل وقال, ولا مجالس لهو ولعب، إذا كنت مع زملائك زرتهم أو استزرتهم, فعليك أن تبحث معهم في مسائل علمية حتى تستفيد ويستفيدوا. سؤاله الثاني: أرجو أن تنصحوا أولياء الأمور الذين يجلبون الدش, واذكر بعض القصص التي حدثت بسبب جلب الدش مع ذكر العاقبة؟ هذه القنوات وهذه الدشوش لا شك أنها مصيبة كبرى على المسلمين, وأنها كيد من الأعداء الذين يرسلون إليهم هذه القنوات, وما فيها من الشرور, إنها كيد منهم، يريدون بذلك إفساد المسلمين, إفساد أخلاقهم وغيرتهم, وإفساد أديانهم؛ فننصح من يريد نجاة نفسه وسلامة أهله من اقتنائها, وننصح بأن يتحفظ الأهالي -أهل البيت- عن استجلابها سواء بأجهزة الدشوش أو بغيرها من الأجهزة التي توصل إليهم تلك القنوات وما يحصل فيها. قد حدث بسببها كثير, ويمكن أنكم سمعتم بقصص, فذكر لي بعض الإخوة أن امرأته راجعت إحدى المستشفيات, وجلست مع امرأة وابنتها وسألتها ماذا تريدون؟ فذكرت أن ابنتها حامل من أخيها -نعوذ بالله- أنه وطئها، لا شك أن هذا أنها مصيبة عظيمة, وكذلك أيضا ذكروا أن ولدا وأخته خليا مرة ينظران إلى هذه الأجهزة, ورأيا فيها هذه الفاحشة، أن الرجل يكشف عورته والمرأة, ثم يطؤها, وهم ينظرون, فلم يتمالك نفسه أن وقع على أخته، فعثر عليه أهله وهو كذلك، هذه مصيبة. والحكايات عن ذلك أو بهذا كثيرة؛ حتى ذكر لنا بعض الإخوة: أن فتاة كانت تدرس في بعض الجامعات, وكانت متفوقة, فرأوا فيها في أثناء الدراسة شيئا من الأوهام والتخيلات والوساوس والهم والغم والضيق, وسألوها وألحوا عليها, فأخبرتهم بالواقع: أن أخاها وقع عليها ورضي بذلك أهله -والعياذ بالله- فإذا كان كذلك فإنها مفاسد عظيمة, فعلينا أن نحفظ أولادنا ذكورا وإناثا عن أسباب الفساد -والعياذ بالله-. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ ما حكم بيع الذهب عن طريق الصراف الآلي أو الحاسب الآلي أو البطاقة المصرفية ؟ نرى أنه جائز لأن هذا يعتبر نقدا، إذا أحالك مثلا بالشيك, أو قال: اقبضه من الصراف هذا أو نحو ذلك, فإن هذا يعتبر نقدا، الذي جاء في الحديث: { بيع الذهب بالفضة } أن يكون يدا بيد وقامت مقامه هذه الأوراق، وقامت مقام الأوراق هذه الأسناد التي هي الشيكات والحوالات ونحوها. س: السؤال ..قبل ..الآخر: سماحة الشيخ سماحتكم التصوير بالفيديو الآن، في المسجد –حفظك الله- علما بأن الندوة العالمية للشباب -جزاهم الله خيرا- قد دعت ..بعض المشايخ وألقوا محاضرات في المساجد ولم يسجلوا بالفيديو؟ ذكرنا أن التصوير بالفيديو أخف؛ وذلك لأنه يستفاد منه، ولأن الصورة ليست ثابتة، أشرطة الفيديو يمكن مسحها, ويمكن التسجيل عليها, فليست مثل التصوير بالكاميرا التي ترسخ فيه الصورة ولا يمكن مسحها, وحيث إنه يستفاد منها فلا مانع من ذلك. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ إذا وُلد ولد مدة حياته يوم ونصف هل يسمى الولد ويضحى عنه ؟ التسمية ورد فيها أحاديث في السنن عن أبي هريرة { سموا أسقاطكم فإنهم شفعاؤكم } إذا كان قد تم له أربعة أشهر ودخل في الخامس, فإنه يسمى. وأما العقيقة ما ذكروها إلا إذا عاش سبعة أيام, وأما إذا ولد ميتا, أو مات في اليوم الثاني والثالث, فإنه لا يلزم, ولا يشرع له عقيقة. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ لي أرض شريتها قبل خمس سنوات، ولكن للآن لم أحصل على صك حجة استحكام إلا قبل بضعة أشهر؛ وذلك بسبب مشاكل ..على الأرض فهل يلزمني عليها طوال هذه الخمس زكاة؟ لا تلزم لأنك ما بعتها, ولا تقدر على بيعها حتى تخلصها، ولا تلزمك زكاة إلا إذا عزمت على بيعها, وعرضتها للبيع وجعلتها عند العقاريين فهنالك يبدأ الحول. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ أطال الله عمرك, وأثابك الله، أرجو توجيه نصيحة للقائمين على الدعوة للاهتمام بالدعوة للنساء, وعمل محاضرات لهن من بنات جنسهن لأنه لا يوجد إذا كان رب المنزل يخاف على أبنائه. نعم. هذا من واجب الجميع التعاون على الخير ذكورا وإناثا, فنتواصى بأن نشجع الدعاة ذكورا وإناثا, ونحرص على تمكينهم من الدعوة بأي وسيلة من الوسائل التي يمكن أن تؤثر في المدعوين سواء بإلقاء محاضرات أو دروس, أو بتوزيع كتيبات, أو توزيع أشرطة, أو تصوير نشرات ومطويات ونحو ذلك, أو كذلك باجتماعات خيرية، إذا اجتمع الرجال في مجلس, أو اجتمع النساء أيضا في أحد المجالس, أو في استراحة أو نحو ذلك يتكلم أحدهم, فيبحثون في العلم كذلك كله من أسباب الخير. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ ما رأي فضيلتكم في النقاب الذي انتشر بين النساء في هذا الوقت؟ نرجو من فضيلتكم الحكم الشرعي في ذلك, وجزاكم الله خيرا. كان النقاب في العهد النبوي وما بعده إلى عهد قريب لباس تفصله المرأة على وجهها, وتجعل له فتحتين صغيرتين بقدر سواد العين؛ لأجل أن تبصر مع تلك الفتحة, فهذا جائز إلا أنها لا تلبسه في الإحرام. لكن النقاب الموجود الآن لا يسمى نقابا؛ وذلك لأنه وإن سمي بذلك فإنه ليس بصحيح تسميته؛ لأن النقب يكون صغيرا, وأما هذا فإنها تكشف أكثر الوجه، فتكشف العينين والحاجبين والوجنة والأنف وما إلى ذلك, ومع ذلك تكتحل وتتجمل؛ فتكون فتنة، إذا نظر إليها وإذا سواد وحمرة وبياض واكتحال؛ كان ذلك مما يسبب الانتباه, ولفت الأنظار لها, فنتواصى بعدم لبس ذلك, ومنع المرأة أن تلبسه, تكتفي بالخمار, وتجعل ما يلي عينيها غطاء خفيفا لا يمنع النظر. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ إني أحبك في الله, وسؤالي: ما العدل بين الزوجتين ؟ وفيم العدل؟ ومم العدل؟ جزاك الله خيرا، وادع الله لي يا شيخ بالثبات على الدين. ثبتك الله, ووفقنا وإياك للدين الصحيح وللعمل الصالح, وأحبك الله الذي أحببتنا له. نوصيك بالعدل، العدل الظاهر: المبيت، عند هذه ليلة وعند هذه ليلة، والكسوة إذا كسوت هذه تكسو هذه مثلها، والنفقة: إذا اشتريت لهذه فاكهة أو لحما اشتريت لهذه مثله، وكذلك المشتروات اللازمة الضرورية، وأما ما يتعلق بالقلب فإن هذا شيء لا تملكه، يعني المحبة التي في القلب هذا شيء ليس في ملك الإنسان. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ في مقرر الفقه للبنات: أن عورة المرأة هي ... ما بين السرة والركبة, فهل على هذا دليل نرجو التوضيح؛ لأن كثيرا من النساء أصبحن يتكشفن مع بعضهن؟ ..هكذا ذكر في هذا المقرر, ونرى أن التوسع في ذلك خطأ, والتسهيل في أمره, فنقول: الصحيح أن المرأة مع المرأة عورة إلا ما يظهر غالبا، ما تحتاج إلي إظهاره كالوجه والرأس والذراعين والقدمين والثديين عند إرضاعها لولدها. فأما البطن والظهر والعضدين والكتفين, فإن كشف ذلك فيه تسهيل لهذا الأمر؛ تقتدي بها هذه الفتاة وهذه الفتاة, ثم يكون ذلك سببا في تسهيل أمر العورة. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ ما حكم الجهاد؟ ومتى يجب ؟ فرض كفاية, ويجب، يكون فرض عين في ثلاثة أحوال: الحالة الأولى: إذا استنفره الإمام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: { وإذا استنفرتم فانفروا } . والحالة الثانية: إذا حضر الصف، قال تعالى: { إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا } . والحالة الثالثة: إذا دهم العدو قرية, وجب على أهلها كلهم أن يدافعوا, وأن يدفعوا بقدر المستطاع، وإلا فإنه من فروض الكفاية ومن أفضل الأعمال. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: هناك جماعة لها ترتيب وهي جماعة التبليغ بالترتيب نقول ثلاثة أيام، أربعين يوما, وكثر الحديث، ما رأي فضيلتكم في هذه الجماعة من حيث ترتيبهم، مع أنني أرى من التحق بهم نرى فيه الصلاح وجزاك الله خيرا ؟ ذكر أن هذه الجماعة فيهم من له رأي والآخر له رأي مؤيد، وهذه الجماعة تسلك منهاج محمد -صلى الله عليه وسلم- بإحياء أعمال الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي كان يقوم بها في المدينة نقول: إن الأصل في إحداثها -جماعة التبليغ- أن هناك جماعة في الهند سلكوا هذه الطريقة ولكن أولئك كانوا صوفية وقبوريين؛ فلذلك حذر العلماء من طريقتهم، كتب فيهم الشيخ ..حمود التويجري وغيره, وذكروا أنهم متصوفة وأنهم قبوريون ؛ فلأجل ذلك نقول: مثل هؤلاء لا يجوز تأييدهم ولا الخروج معهم. وأما إذا قام بهذه الدعوة آخرون, وسموا أنفسهم بهذا الاسم, فلا نلومهم ولا ننكر عليهم سيما إذا كانوا قد درسوا العلم، درسوا في البلاد الإسلامية, ودرسوا في المعاهد العلمية, أو في الجامعات الإسلامية, وعرف أنهم يدعون إلى السنة, ويدعون إلى الأعمال الصالحة, فلا ننكر عليهم. وترتيبهم لا يضرهم كونهم مثلا يخرجون ثلاثة أيام, أو أسبوعا, وعشرة أيام هذا خروج للدعوة, فإذا لم يكونوا قبوريين, ولم يكونوا مشركين يدعون إلى الشرك وإلى دعاء غير الله من الأموات ونحوهم, وكذلك أيضا لم يكونوا من العصاة الذين يتركون الصلوات, أو يسمعون الأغاني والملاهي وما أشبه ذلك -فلا نلوم من يخرج معهم ولا ننهى عنه سيما إذا كانوا في البلاد في المملكة أو في البلاد التي ليس فيها قبور يطاف بها المملكة والكويت والدول الإسلامية كقطر ونحوه؛ لأنهم ..يؤثرون ويمنعون. وقد ذكروا أن كثيرا من العصاة تابوا بسبب صحبتهم؛ لأنهم يقولون: صحبناهم ونحن على شفا جرف من الانهيار, فرجعنا ونحن متمسكون, رأيناهم يوقظوننا لقيام الليل, أو للصلاة آخر الليل, ويمرنوننا على الحفاظ على الأوقات, وكذلك نقرأ معهم من السنة والقرآن, ونرتب أوقاتنا, وكذلك أيضا قد يأمروننا بالمحافظة على الأوراد والأدعية التي وردت, وهكذا أيضا على الصلوات ورواتبها, ويحفظوننا عن سماع الغناء واللهو, وعن شرب الدخان والمسكرات والمخدرات وما أشبهها التي كنا على خطر من أن نسمعها أو نقع فيها؛ فرجعوا وهم متأثرون. فإذا كان الإنسان عنده عقيدة سليمة, وعنده عقل, وعنده علم, فلا مانع من أن يخرجوا على هذه الطريقة. وأما أولئك الذين هم قبوريون في الباكستان والهند وغيرها, وحتى في بعض البلاد الإفريقية, فإننا ننصح بعدم صحبتهم إلا لمن يعزم بأنه يصلحهم, ويردهم إلى الحق وينكر عليهم ما يقعون فيه من منكر. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ أثابكم الله، ما رأي فضيلتكم في بعض الإخوان يذهبون للجهاد في الشيشان وغيرها, ويتركون أسرهم ووالديهم ؟ لا يجوز ذلك؛ لأنه ورد في الحديث: { كفى بالمرء إثما أن يضيع من يمون } أو: { أن يضيع من يقوت } فهؤلاء الأسر أنت مسئول عنهم. أما إذا وكلت بهم أباك, أو أخاك, وعرفت أنه يقوم بهم في حالة غيبتك, فلك أجر على هذه النية, ويلاحظ أيضا أنه لا بد للخروج للجهاد من رضى الوالدين، { رضى الرب في رضى الوالدين, وسخط الرب في سخط الوالدين } س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما نصيحتكم في من يمنع من استقدام المسلمين, ويفضل استقدام غير المسلمين عليهم؟ هذا من الضلال -والعياذ بالله- يخاف أنه يدخل في الآيات التي سمعنا في قراءة الإمام: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وقال الله تعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } . فهؤلاء من أصحاب الشركات أو مؤسسات أو تجارات أو أعمال الذين يفضلون استقدام الكفار على المسلمين، نقول: إنهم على خطر أن يدخلوا في هذه الآيات أن يكونوا ممن يتولون الكفار -والعياذ بالله-. وإذا قالوا: إنهم أشد إخلاصا. نقول: ليس هذا بصحيح, بل إنهم أكثر خيانة؛ وذلك لأنهم ليسوا على دين الإسلام، ومن ليس على دينك فلا يعينك. وإذا قالوا: إنهم أشد نصيحة, وإنهم يؤدون الأعمال كاملة. نقول: ليس ذلك دائما، المسلمون يحملهم دينهم وضمائرهم على أن يؤدوا الأمانات, وإذا غاب عنهم صاحب العمل يعرفون بأن الله لا يغيب, وأنه يطلع عليهم، فعليك أن تجلب مسلمين مؤمنين صالحين تثق بأنهم من أهل الدين والصلاح، وتكون مصلحتك لهم ويكونون أيضا أكثر أمانة. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل وضع النصب على القبر سنة أم بدعة؟ سنة، يعني أن يوضع عليه لبنتان في طرفيه؛ ليتبين أنه قبر، وليُحفظ ألا يداس بالأقدام, ولا يجلس عليه, وهذا شيء معروف. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ أنا شاب عمري14 سنة ملتزم -ولله الحمد- لدي أشرطة دينية, ولي إخوان يسمعون الأغاني, فيأخذون الأشرطة فيسجلون على الأشرطة المنكرات, فبماذا تنصحهم؟ وأبي لديه دش ويدخن ويسمع الأغاني, فبماذا أنصحه؟ وجزاكم الله خيرا. ...انصح إخوتك, وائت لهم بمن ينصحهم, فكما أصلحك الله تعالى يرجى أنهم يصلحون, وامنع عنهم الأشرطة التي هي أشرطة غناء, وكذلك أيضا احتفظ بأشرطتك حتى لا يفسدوها ويسجلوا عليها غناء أو نحو ذلك. بالنسبة إلى والدك أمره شديد؛ حيث إنه قد يحتقرك, ولا يتقبل منك لصغر سنك ولكن لعلك أن تأتي له بمن ينصحه ولو عن طريق الهاتف لعله أن يتأثر. س: جزاك الله خيرا، سماحة الشيخ إن الناظر في أحوال نساء المسلمين ليحزن كثيرا لما يراه من التبرج والعري؛ نرغب في توجيه من سماحتكم........؟ ................................. وعلى آله وصحبه أجمعين.