السحر

والناقض العاشر: هو السحر (السحر ومنه الصرف والعطف)، الصرف: هو عمل شيطاني يفرقون به بين المرء وزوجه، أو يفرقون به بين المتحابين. والعطف: هو عمل شيطاني يجمعون به بين المتنافرين المتباغضين، يجعلون هذا يعطف على هذا ويحبه محبة زائدة. لماذا كان من النواقض؟ لأنه يعتبر عملا شيطانيا، لا يتوصل إليه الساحر إلا بعد ما يتقرب إلى الشياطين، وبعد ما يعمل الأعمال السحرية التي يتقرب بها إلى الشياطين فتساعده على ذلك، اعتبر ناقضا من نواقض الإسلام. هذه هي النواقض المشهورة، ومن أراد شرح أمثلتها والتوسع فيها يقرأ في كتب التوحيد، ويجد في ذلك ما يشفي ويكفي، ويجد أيضا الأدلة الواضحة التي تبين حكمها، وتبين حكم من عمل بها، وأما أمثلتها من النواقض التفصيلية فهي مذكورة كما ذكرنا في كتب الفقهاء، في باب حكم المرتد يعني من المسلمين. ننتبه لمثل هذا ونحذر من هذه النواقض، ونحذر من أمثلتها، ونحذر أيضا إخوتنا المسلمين، وكذلك أولادنا وأبناءنا حتى يحفظ الله تعالى علينا ديننا. نسأل الله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا وعباداتنا، ونسأله سبحانه أن يحميينا وإخواننا من الشك والشرك، والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وأن يبصرنا بديننا، ويرزقنا الاستقامة عليه، ويهدي ضال المسلمين، ويقبل بقلوبهم على طاعته، ويبصرهم بالحق ويردهم عليه ردا جميلا، نسأله سبحانه أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، وينصر الإسلام والمسلمين، ويذل الشرك والمشركين، ويدمر أعداء الدين، ويخذل من خذل المسلمين، إنه على كل شيء قدير، نسأله سبحانه أن يصلح أئمة المسلمين وولاة أمورهم، ويجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، يقولون بالحق وبه يعدلون، إنه على كل شيء قدير. والله أعلم، وصلى الله على محمد . أسئـلة بسم الله الرحمن الرحيم شكر الله لشيخنا على ما قال وقدم وسمعنا، وجعله الله جل وعلا في موازين أعماله الصالحة يوم أن يلقاه، إنه على ذلك قدير. ونستأذن فضيلة الشيخ -حفظه الله- ببعض الأسئلة التي نسأل المولى تبارك وتعالى أن ينفع بها. س: هذا سائل يقول: بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول: فضيلة الشيخ هل هناك فرق في نواقض الإسلام لمن ارتكبها بين الهازل والجاد والخائف والمكره أفيدونا أفادكم الله؟ نسأل الله أن يهدينا وإخواننا المسلمين للقول الحق وللصواب من القول، وأن يهدي ضال المسلمين ويرده إلى الحق ردا جميلا. لا شك أيها الإخوة أن الخطر كبير، فإن هذه النواقض معروف أنها تنافي الإسلام الصحيح، فلذلك يقول الشيخ رحمه الله: لا فرق فيها في من قالها أو فعلها بين الجاد والهازل. أي أنه لا يجوز الهزل ولا يجوز الاستهزاء بها. من أبواب كتاب التوحيد (باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول) هزل يعني: استهزأ وسخر وتهكم وتمسخر وتنقص شيئا من كتاب الله أو من صفاته أو من دينه أو من شرعه أو مما جاءت به رسله، فمن استهزأ بذلك ولو ادعى أنه هازل فلا يقبل ذلك منه؛ بل يحكم بأنه قد كفر. يستثنى من ذلك المكره؛ إذا أُكره وهدد وخاف على نفسه، فإن الإكراه يعتبر عذرا بشرط أن يكون قلبه مطمئنا بالإيمان، قال الله تعالى: { إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ } وقد روي أنها نزلت في عمار بن ياسر لما أن المشركين أذاقوه العذاب هو وأبوه وأمه، حتى أنهم قتلوا أمه وهي أول شهيدة في الإسلام، طعنوها؛ طعنها أبو جهل بحربة في فرجها وقتلها، فنالوا عذابا شديدا، وقالوا: لا نطلقك يا عمار بن ياسر حتى تسب محمدا وتسخر منه، وتتبرأ مما جاء به، وتسب الكلام الذي جاء به. فلم يجد بدا ووسيلة للتخلص إلا أن أسمعهم ما يحبون، فاعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما أطلقوه، وعذره وقال: { إن عادوا فعد } أو كما قال، وأما إذا قال ذلك من غير إكراه فإنه يعتبر ينطبق عليه الوعيد. س: أحسن الله إليكم: هذا يقول: هل يدخل في نواقض الإسلام من اعتقد أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين وأنه كان سببا في تخلف المسلمين أفيدونا أفادكم الله؟ هذا أحد النواقض، وهو من أبغض شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غير الله أكمل من حكم الله تعالى، يعبرون بقولهم: إن تعاليم الإسلام قديمة، وأنها لا تناسب هذا الزمان، وأن هذا زمن التقدم، وأنه زمن القرن العشرين -كما يقولون- وأنه وأنه، لا شك أن هذا طعن في شريعة الله تعالى. س: أحسن الله إليك. هذا يقول: هل من اعتقد ورأى أن إنفاذ حكم الله في يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر يكون ناقضا للإسلام؟ يكون كارها لشيء من شرع الله، معتقدا أنه -كما يعبرون- وحشية وقبح وفعل مستقبح أو ما أشبه ذلك، لا شك أن الله تعالى ما شرع شرعا إلا وفيه حكمة، فالله تعالى أمر بقطع يد السارق حماية للأموال، فإنه إذا علم أنه لو سرق مثلا ثلاثة ريالات أو خمسة قطعت يده التي ديتها خمسون ألفا حجزه ذلك عن أن يقدم على السرقة، عرف بذلك أن هذا حكم مناسب، فالذين يدعون أنه وحشية نقول لهم: أنتم أهل الوحشية. وكذلك الذين ينكرون القصاص في القتل، ويدعون أنه إذا قتل واحد فلا يلحق بالثاني، يقولون: إذا فقدنا واحدا من شعبنا فكيف نقتل الثاني حتى نفقد اثنين؟! هذا أيضا إنكار لشيء من شرع الله. س: أحسن الله إليك هذا يقول: علمنا حكم مظاهرة المشركين الذين يؤذون المسلمين. فهل من يساعد بعض المشركين على بعضهم يدخل في حكم الأول؟ قد لا يدخل إذا كان في ذلك شيء من تقوية من هم أقرب إلى المسلمين، ويدل على ذلك أن المسلمين فرحوا أو يفرحون بانتصار الروم على الفرس، قال تعالى: { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ } مع أن القتال بين الروم والفرس وكلهم كفار؛ ولكن الروم أقرب إلى الإسلام لأنهم أهل كتاب، فلا مانع من أن يمد من هم أقرب إلى الإسلام. س: أحسن الله إليك. هذا يقول: من لم يكفر المشركين أو يشك في كفرهم من جهل منه؛ بل إنه قال: يمكن أن يكونوا فيهم مسلمين. فما حكم ذلك أفيدونا أفادكم الله؟ إذا كان ذلك ممكنا فلا بأس، لأنه قد دخل الإسلام في كثير من بلاد الكفر، في بلاد أمريكا وفي بلاد إيطاليا وبريطانيا ونحوها دخل فيهم الإسلام، ووُجد وتمكن -والحمد لله- بواسطة الدعاة، فإذا كان هذا قصده فلا بأس، وأما إذا اعتقد أن منهم نصارى أو منهم يهود أنهم مسلمون، وأن دينهم اليهودية أو النصرانية أنه دين الإسلام، أو أنه يمكن أن يكون دينا مقبولا؛ فهذا قد حسن دينا غير دين الإسلام. س: أحسن الله إليكم. يقول: الناقض الثاني من نواقض الإسلام ألا يدخل في الناقض الأول لأن من جعل بينه وبين الله واسطة يعتبر من الشرك وما الفرق بينهما؟ أفتونا مأجورين. فصل بينهما الشيخ رحمه الله ولو كانا متقاربين، حيث ذكر في الأول الشرك ليعم بذلك الشرك الخفي والشرك الجلي، والأكبر والأصغر، ثم ذكر الواسطة؛ وذلك لأن كثيرا من الذين يجعلون الواسطة يعتقدون أن هذا جائز وأنه ليس شركا، وذلك لأنهم يدعون أنهم يتخذونهم شفيعا ووسيلة ويتبركون بدعائه مثلا وبتعظيمه ويتقربون به، فكأنه شيء زائد على الشرك مع أنه داخل فيه. س: أحسن الله إليك. يقول: هل الإصرار على المعصية وإن لم تكن من الكبائر يعتبر ناقضا من نواقض الإسلام؟ المعاصي لا تعتبر كفرا؛ ولكن لا شك أن الإصرار على المعصية يصيرها ذنبا كبيرا، وهي مع ذلك إذا اعتقد أنها معصية وأقر بأنه مذنب؛ ما يخرج من الإسلام، بل يكون مذنبا، إنما الذي يخرج من الإسلام لو اعتقد أنها طاعة، وكذب النصوص وأحل الحرام أو حرم الحلال، أو أسقط الطاعات ولو أتى بها. فلو أن إنسانا قال: لا حاجة إلى الطهارة إلى الوضوء ولا إلى الغسل، ولا حاجة إليه، وهذا فيه شغلة، وفيه أذى، وفيه تعب ومشقة، والشرع قد أخطأ عندما أمر به. نقول: قد كفر، ولو أنه يتوضأ ويغتسل. وكذلك لو أن إنسانا يحافظ على الصلاة ولكن ينتقدها، ويقول: هذه الصلاة قاطعة وهذه الصلاة شاغلة، وشاغلة عن الحياة وعن الملذات وثقيلة، ويذمها ويذم الأمر بها. نقول: قد كفر ولو أنه يحافظ عليها، وهكذا بقية الشرائع. س: أحسن الله إليك. يقول: ما هو ضابط الاستهزاء ؟ وهل قول الإنسان: نلتقي في الجنة إن شاء الله مثل قول: اللهم اغفر لي إن شئت؟ ضابط الاستهزاء هو التنقص والتهكم بشيء مما جاء به الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، مما جاء عن الله تعالى على ألسن رسله، فمن استهزأ بشيء من ذلك فقد دخل في هذا الباب، ذكرنا لذلك أمثلة وإن كانت تتفاوت، يعني الذين مثلا يستهزئون بأهل اللحى، أو يستهزئون بالسواك، يستعملون السجائر ويستهزئون بمن يستعمل السواك، مثلا أو يسبلون ثيابهم ويستهزئون بمن يرفع ثوبه إلى نصف الساق، أو مثلا يستهزئون بالمرأة التي تستر وجهها أمام الرجال الأجانب ويقولون إن هذا تأخر وتقهقر وتزمت وتشدد وغلو وما إلى ذلك من عباراتهم، هذه من أمثلة الاستهزاء. أما قول: (عسى الله أن يجمعنا في الجنة إن شاء الله) فالاستثناء هاهنا للتبرك ليس هو للشك. س: أحسن الله إليك. يقول: مرضت قبل مدة طويلة فذهبت إلى أحد القراء الموجودين في ذلك الوقت، فقرأ علي ثم كتب لي في ورقة آيات من كتاب الله وأعطاني إياها، وكان الاعتقاد في ذلك الوقت أن تمزيق هذه الورقة يكون عاقبته عودة المرض مرة أخرى، فماذا أفعل بهذه الورقة التي أحفظها لمدة طويلة وهل اعتقادنا صحيح؟ أفيدونا أفادكم الله. نقول: ليس كذلك؛ بل هذه الورقة حتى ولو كان مكتوب فيها آيات أو أحاديث أو نحوها فنقول: إنه لا يجوز تعليقها ولا الاعتماد عليها ولا اعتقاد أنها تجلب وأنها وأنها، التعليق للآيات ونحوها فيه رخصة عن بعض السلف ولكن الصحيح أنه لا يجوز، فنقول: لا تهنها لا ترمها مع القمامات؛ ولكن ألقها مع أماكن التي تجمع بها أوراق المصاحف ونحوها. س: أحسن الله إليك. هذا يقول: يقول الله تبارك وتعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } هل يدخل في الشرك وعدم المغفرة الشرك الأصغر فإنه يسمى شركا، أم أن صاحبه يعامل معاملة صاحب الكبيرة والله يحفظكم؟ يدخل، الشرك بكل أنواعه لا يغفر لعموم الآية { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } صغيره وكبيره، والفرق بين الصغير والكبير أن الكبير يخلد صاحبه في النار، وأما الشرك الأصغر فإنه تحت المشيئة، فإنه لا يغفر ولكن إذا دخل صاحبه النار عذب بقدر شركه ثم أخرج منها، هذا أقرب ما قيل في الفرق بين الأصغر والأكبر، الأكبر يخلد في النار، والأصغر لا يخلد إذا دخلها بل يعذب بقدر شركه. س: أحسن الله إليك. هناك بعض الناس يقلدون الكفرة فما رأيكم فيمن يقلدونهم وهل هذا يعتبر من نواقض الإسلام؟ إذا كانوا يقلدونهم بشيء من خصائصهم يعتبر من نواقض الإسلام، يقلدونهم مثلا في لبس الزنانير التي هي من خصائصهم، وفي الاعتكاف في الكنائس وهو من خصائصهم، وفي مثلا لبس الصلبان وتعليقها على الصدور فهو من خصائصهم، وأشباه ذلك مما هو من خصائصهم. أما إذا أصبح اللباس الذي كان مستغربا ولكن أصبح معتادا فيما بين الناس يعني كلبس مثلا ما يسمى بالبريهات، وكذلك أيضا لبس القمص والسراويل التي يلبسها الجنود ونحوهم؛ فهذه ليست أو لم تصبح من خصائصهم، ويكون لبسها بحسب المناسبات. س: هذا سائل يقول: هل من نواقض الإسلام أنه إذا مات أحد من الكفار حزن عليه بعض المسلمين أو عزوا أهلهم في موت هذا الكافر هل يعتبر هذا ناقضا من نواقض الإسلام؟ أرى أنه قريب من ذلك، وذلك لأن المسلمين يفرحون بموت الكفار، إذا مات كافر على كفره فالواجب أن المسلمين يفرحون ويستبشرون، فإذا أظهروا الحزن وعزوا أهله وترحموا عليه وأظهروا له الوداد دل ذلك على أنهم يعظمون ذلك المشرك، وأنهم يتمنون بقاءه، مع أن بقاء المشركين ضرر على الإسلام والمسلمين، فعليهم أن يتوبوا ولا يعودوا لمثل هذا، وأن يبغضوا الكفار بغضا أي أصليا بغضا قلبيا، ويحب المسلمين محبة قلبية. س: أحسن الله إليكم. يقول: هناك بعض الناس ممن يستدلون بنصوص شرعية في غير محلها، كذكر صفة أو حال، مثال ذلك: يرى أناسا يأكلون ولا يتكلمون فيقول: { وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } فهل هذا يدخل في الاستهزاء؟ لا يدخل؛ ولكن ما ينبغي مثلا استعمال مثل ذلك دائما، وقد يقال إنه منطبق على هؤلاء الذين يأكلون مثلا ولا يتكلمون؛ ولكن إذا استعمل مثل هذه الآيات فإنه يستعملها على قصد أنها مطابقة لتلك الحال. س: أحسن الله إليك. يقول هذا: لدي بعض الأقارب عندما آمرهم بالصلاة والصوم والمبادرة للأعمال الطيبة يفاجئونني ويقولون علي: لا فائدة لأعمالنا هذه لأن الله يعلم أن مآلنا إلى الجنة أو إلى النار. أرجو توجيه هؤلاء. وكيف يكون الرد عليهم أفيدونا أفادكم الله؟ نعوذ بالله، هذا قد يكون من الكفر، إذا قالوا: لا فائدة في أعمالنا فمتى تكون الأعمال الصالحة مفيدة؟! لا شك أن الأعمال الصالحة سبب للسعادة، وأن الأعمال السيئة سبب للشقاوة، وأن الله تعالى ما أمر إلا من هو مستطيع، ما أمرنا إلا لنمتثل، أمرنا بالعبادات والصلوات والصدقات ونحوها حتى نمتثل، ونهانا حتى نرتدع، ولو كان قد علم أزلا من يُطيع ومن يَعصي، ولو كان هو الذي يهدي ويضل فيهدي من يشاء فضلا ويضل من يشاء عدلا. فعلى هذا ما أمر سبحانه إلا من هو قادر على أن يمتثل، فأنت أيها العبد قادر على أن تعمل الأعمال الصالحة، وعندك تمكن، وعندك استطاعة، وبهذه القدرة وبهذه الاستطاعة أنت تتقلب في طلب المعيشة، فنراك مثلا تحرص على أن تجد وظيفة، وأنك تواظب على وظيفتك التي أنت تعمل لها حتى تكسب من ورائها مالا، تحرص مثلا على أن تجد صنعة، تحافظ على صنعتك حتى تكتسب منها رزقا، تحرص مثلا على أن تحرث الأرض لتكسب من وراء حرثها مالا أو نحو ذلك، ولا نراك قد كففت يديك بل نراك تشتغل للدنيا. فإذا كان كذلك فإن هذه القوة التي أعطاك الله تعالى قد أمرك أن تعمل بها الأعمال الصالحة، فأمرك بأن تصلي وأن تزكي، وأن تصوم وأن تحج، وأن تجاهد وأن تأمر بالخير، وأن تدعو إلى الله وأن تذكره، وأن تدعوه وأن تتلو كلامه، وأن تحب من يحبه الله، وأن تصل الرحم، وأن تبر أبويك، وأن تحسن إلى جارك، وأن ترد السلام، وما أشبه ذلك، أمرك بهذا وأنت قادر عليه، فاتق الله وحافظ على الأعمال. س: أحسن الله إليك. يقول: ما حكم إطلاق لفظ الصانع على الله ؟ يستعمل ذلك كثير من العلماء، ويأخذونه من قول الله تعالى: { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } ؛ ولكن لعلهم يذكرون ذلك على وجه الصفة، لا أنه اسم من أسماء الله، فإن أفعال الله لا يشتق منها أسماء، إنما على وجه الصفة. س: هذا السائل يقول: ما هو أفضل كتاب شَرَح نواقض الإسلام ؟ نواقض الإسلام ذكرنا أنها متفرقة في كتب الفقهاء، ولا أذكر أحدا توسع في شرح هذه النواقض العشر؛ ولكن نحيل إلى كتب الفقهاء؛ كتاب المغني لابن قدامة باب حكم المرتد، وكذلك الشرح الكبير، وكذلك شروح الفقهاء والعلماء الكبار.